وفي الاتجاه الاخر من مسيرة الانجاز والنهضة فلقد استطاعت الدولة الاردنية، ان تعمل في البنية الفوقية قبل التحتية، عندما حرصت الدولة الاردنية على الاستثمار بالتعليم باعتباره يشكل العصب الحامل للبناء، فعمدت الى انشاء المدارس والجامعات حتى غدت عنوانا للتعلم والتعليم القويم الذي يؤمه الجميع من اجل الاستزادة العلمية كما سعت رسالة للتعليم للوصول الى دول المشرق العربي للتوسع دوائر التعليم بشكل افقي كما بشكل رأسي.
حيث جاءت الرسالة التعليمية الاردنية لتشكل حالة عربية تنشر التعليم الاكاديمي كما التعليم الاساسي والمعرفي فكان ان حقق الاردن من خلال هذة الوثبة العاصمة للتعليم العربي. والمحطة الامثل لتدريب الموارد البشرية والعناية بها طيلة القرن المنصرم كما حرص الاردن على ايجاد فتوحات في بؤر معرفية عالمية من خلال الاستثمار بالتعليم واكتساب مهارات معرفية من اهم الجامعات العالمية، فاصبح الاردني بفضل هذه السياسة يشار اليه بالبنان في التدريس والتوطين العلمي والمعرفي وهو ما شكل سمة وميزت الانسان الاردني وامتاز بها واخذ الاردن يشكل علامة فارقة في التعليم الاكاديمي الاساسي والجامعي.
وفي الاتجاه المتمم فلقد تمكنت الهجرات الاردنية الى دول الخليج العربية من ايجاد جاليات كبيرة عملت على العمل واكتساب مهارات مهنية ولقد تمكن الاردنيون من خلالها من تعزيز ظروف تمكينهم في المجتمعات العربية وحتي الغربية وهذا ما ادى الى الوصول في الخدمات التعليمية الى منزلة كبيرة في منازل الدراسة واطوار العمل لاسيما المهنية منها.
اما في المجال الصحي والخدمات الصحية، فلقد شكل هذا الجانب العلامة المميزة، عندما انتشرت المراكز الصحية والمستشفيات في كل المحافظات وبات الاطباء الاردنيون كما الكوادر الصحية بشكل عام يمتلكون مهارات وخبرات متخصصة عز نظيرها على مستوي المنطقة لمقدار كفاءتها وحسن مهنيتها في تقديم الخدمة وهذا ما شكل للاردن قصة نجاح وجعل من الكوادر الاردنية يشكلون علامة فارقة في نوعية تقديم الخدمات كما في المنازل الانتاجية.
وفي المجالات المتممة لعملية بناء البنية الفوقية فلقد حرصت الدولة الاردنية على البناء المعرفي ورفع سقف الحريات وتجسيد النهج الديموقراطي وتعزيز النهج البرلماني عندما حافظت على مناخات الحريات رغم كل المنحنيات والمنعطفات التي مرت على المنطقة من خلال استمرارية انعقاد انتخابات نيابية والبلدية مما ادى الى توسيع دائرة المشاركة الشعبية في حماية بيت القرار وصيانته وهذا ما شكل الصورة الاميز للاردن والمكانة الديموقراطية التي يقف عليها.
ولان مسالة الاعلام مسالة ضرورية باغناء مناخات الشفافية والتي تساعد الاردن على تقديم رسالته تجاه قطاع الأعمال الاستثمارية، هذا لكون الشفافية تعتبر احد الأركان الرئيسية في بناء جواتب الثقة كما انها تعد من المسائل المهمة في اغناء النهج التعددي وفي ايجاد انماط من الرقابة على بيت القرار تساعده على تقديم رسالته تجاه منظومة الحوكمة وعناوينها الرئيسة، لذا كان هنالك اهتمام كبير من قبل بيت القرار في الدولة الاردنية في حماية الاعلام وحماية القلم والصوت المعارض بما يحافظ عليه ويحفظه باعتباره يشكل الجانب الاخر للصورة التعددية والتي لولا وجود الراي الاخر في نهجها لكانت الديموقراطية لا صورة لها، فالاعلام كما شكل اداة ميزته في تسليط الضوء شكل ايضا بيئة ثقافية حاضنة لكل الافكار والاراء والطروحات التي جعلت من الاردن بلد الحريات والديموقراطية، والمكان الامثل للعيش.