بقلم العميدالمتقاعد الدكتور المهندس / حاكم الفلاحات
تعتبر إدارة الموارد البشرية إحدى أهم الإدارات الأساسية في المؤسسات و أكثرها تأثيراً في أدائها، لارتباطها بإدارة أهم عنصر من عناصر الإنتاج وأكثر موارد المنظمة عرضة للتأثر بالتغيرات العديدة في تطوير ممارسات إدارة الموارد البشرية سواء من حيث المحتوى أو الممارسات.
و من هنا أصبح دور إدارة الموارد البشرية لا يقتصر على الأعمال الوظيفية فحسب، بل يتعداه إلى الأعمال الإدارية المتمثلة في اتباع المنهجية الواضحة والسلسة في التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة والمتابعة ، و توجب على إدارة الموارد البشرية أن تضع الخطط الاستراتيجية لتطوير وتنمية مواردها بما يتناسب مع المستجدات ، و أن تعمل على إيجاد الأساليب التي تمكنها من القيام بتنفيذ الاستراتيجيات والسياسات والبرامج وصولاً لتحقيق أهدافها، و أن توجه نشاطات العاملين نحو تحقيق أهداف المؤسسة.
و يبرز دور إدارة وظائف الموارد البشرية في تنظيم العلاقة بين المؤسسة والعاملين سعياً نحو تحقيق أهداف كلا الطرفين، حيث يؤدي ذلك إلى رفع روحهم المعنوية واستقرارهم الوظيفي والذي يؤدي إلى زيادة الإنتاجية مما ينعكس إيجابياً أيضاً على المؤسسة بتحقيق أهدافها، هذا وقد عكست الممارسات دور و أهمية إدارة وظائف الموارد البشرية في الشركات والمؤسسات حيث يتبين دور إدارة وظائف الموارد البشرية في تحسين الأداء المؤسسي و في الإبداع التنظيمي و في تحقيق القدرة التنافسية والذي يساعد على زيادة الانتاج والنفع المادي عليها .
من هنا أصبحت إدارة وظائف الموارد البشرية تشكل مصدراً لتحقيق القدرة التنافسية في مؤسسات الأعمال كونها تعنى بإدارة الموارد البشرية التي تشكل مورداً استراتيجياً للمؤسسة.
يتصف المورد البشري المؤهل بالندرة والقيمة و صعوبة المحاكاة والاستبدال باعتبارها المعايير التي يمكن على أساسها الحكم بأن المورد يشكل مصدراً لتحقيق القدرة التنافسية.
تصنف الموارد البشرية في تحقيق القدرة التنافسية إلى مجموعتين الأولى ركزت على إدارة وظائف الموارد البشرية بصورة عامة، أما الثانية فقد ركزت على انعكاس إدارة وظائف الموارد البشرية على مهارات و معارف و مواقف و خبرات العاملين في المؤسسات لتنسجم مع النظرية المستندة إلى الموارد، وقد أكد عدد من الباحثين في الإدارة الاستراتيجية أن الموارد والمقدرات التي ترتكز على المهارات والمعارف المنغمسة في المورد البشري تعكس مفهوم رأس المال البشري.
وهنا في الاردن قد اكد رأس الدولة جلالة الملك مرارًا وتكرارًا على أهمية الاستثمار في الطاقة البشرية المؤهلة، لما تتمتع به من قدرة على المنافسة و التحدي ، انطلاقاً من رؤيته بأن تنمية الموارد البشرية خيار استراتيجي ذو أولوية ،و بأنّ الإنسان الأردني هو الهدف الأساس لمسيرتنا التنموية، مثلما يحرص دومًا على أهمية الاستثمار بالموارد البشرية، تعليمًا وتدريبًا وتأهيلاً، بهدف إعداد جيل قادر على الإبداع والتميز.
هذا الإيمان العميق من لدن جلالته يذهب نحو تحقيق أهداف سامية، تعتمد التفكير والتحليل والمعرفة، لدفعهم نحو الحرص على المشاركة الإيجابية المثمرة، في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.