كم من المؤلم أن نسمع كلمة الجوع تخرج من أفواه بعض العائلات، وكم مؤلم عندما نتصفح مواقع التواصل الاجتماعي ونرى مناشدات بعض العائلات، من أحد بحاجة لتدفئه ومن بحاجة لحليب لأطفاله والآخر بحاجة للقمة عيشه اليومية، أصبحنا في واقع الأليم، واقع لم يعد بمقدور أي أحد إخراجنا منه سوى الله.
وما السبب الذي أوصلنا إلى ذلك الشي وأن نتمنى الموت كل دقيقة، لكن للأسف نحن من أوصلنا أنفسنا لذلك، ونحن من ابتعدنا عن الله، وابتعدنا عن تطبيق مفاهيم ديننا الحنيف الذي حثنا على الرحمة والعدل.
وكم كانت نتائج قلة العدل صعبة على الجميع تأسست منها البطالة وتفرعت عنها، العديد من الأعمال السيئة، التي أدت إلى تشتت الكثير من العائلات وأجبرت الكثير من الشباب للمسير إلى طريق مجهول بحثا عن لقمة عيشه.
ونتمنى ألا ندع البوصلة تدور للأسوأ، والوطن بحاجة لذلك الطاقات الشبابية ليبني منهم وطن قوي بشبابه وقائم على ركيزة أساسيه وتنفيذ العديد من البرامج الداعمة الجدية بعيدا عن الشروط التعجيزية التي تضعها بعض المؤسسات في أوجه الشباب.
وكم من شاب سعى أن يبدأ عمله الخاص لكن بسبب الشروط التعجيزية التي وقفت عائق أمامه، أبعدتهم كل البعد عن الدخول حتى بتفاصيلها، بسبب خوفهم من الفشل، والتي ستكون آثاره وخيمه بعد ذلك، عليهم لتوصلهم إلى خلف القضبان.
دعنا نبدأ بتأهيل الشباب، ونقدم لهم أفضل الفرص، ونساعدهم على الإنجاز والتركيز على التعليم المهني بعيدا عن الأكاديمي، ونقدم لهم الدعم الكافي من خلال تقديم المنح الدراسية المجانية لتشجيعهم الدخول إلى هاذ المجالات.
وأثبتت العديد من الدول الغربية نجاحها من خلال التركيز على استقطاب المهاجرين من أصحاب الخبرات المهنية، لتثبت أن الأوطان لا تبنى دون سواعد اليد المهنية العاملة رغم عن تطور بلدانهم بكامل المجالات
ولا مجال للبطالة أن تزول سوى أن نخوض حربا عليها بدعم مؤسسي ويد شبابية قادرة على هزيمتها ورفع راية نصرهم على أعلى الجبال، ليعلم بعدها أن أهمية تنمية الشباب هو سر النجاح للكثير من الدول المتقدمة علميا وعمليا.
وخوض الحرب قد لا يكون سهل دون تقديم الدعم الكافي ومساهمة جادة من الجهات صاحبة القرار إلى جانب الشباب، ودون الشراكة الحقيقية، لن تكون التجربة ناجحة إطلاقاً.
ومن المبدأ أن نتوجه الآن، إلى تطبيق كافة الخطوات للحد من البطالة ومضاعفة نسبتها خلال السنوات القادمة، لكي لا تضعنا، لا قدر الله، أمام كارثة حقيقية يكون ضحيتها الشباب والوطن، ويصعب علينا علاجها
ومازال الطريق أمامنا، لكي نسير على المسار الصحيح، وبرغم من خسارتنا الكبيرة، لكن بالإصرار والمحاولة سننجح وسنحقق ما نطمح إليه بكل سهوله
إرادتنا كشباب قوية، ولا ندع للفرصة أن تذهب من بين أيدينا، والاستثمار بالشباب من أهم وأنجح الاستثمارات على المستوى الدولي
وأن نفسح لهم المجال ونتطرق لمطالبهم ونجعل بصمتهم واضحة داخل مجتمعاتنا ليعود علينا جميعا بنفع والازدهار.
قوة الدولة ومكانته لا تأتي إلا بالإنجاز، ولولا وجود الشعوب، لما كانت الدولة قادرة على الإنجاز أو أن تقام من الأساس،
فالأساس مهم جدا، لا بد من أن يبني على قاعدة صالحه، لكي نقطف ثمارها مستقبلا. . .