من ابرز أسباب الخلافات ومفسدات العلاقات الاجتماعية بين الأقارب قضية " تقسيم التركة بين الورثة ، وينشأ عن ذلك خلافات وصراعات وحالات قطعية قد تستمر لفترات طويلة ، وبعض هذه الخلافات تُورث للأبناء وأبناء الأبناء ، وبعض حالات التركة تستمر لعقود من الزمن دون تقسيم وتوزيع بسبب الخلافات ، أو عدم رغبة بعض المستفيدين من التركة في التقسيم خاصة في موضوع " العقارات " والأراضي الزراعية ، وقد حدثني بعضهم أن مورثهم مات منذ عدة عقود دون توزيع والخلافات قائمة دون حل ، وكلما زادات المدة زادات الخلافات والخصومة بين الأقارب، وزاد الشركاء ، وتعقدت التركة ، ومن هنا اتحدث في هذا الموضوع من زاويتين لحل هذه القضية المزعجة وهما :
- يجب على الدولة سن قوانين وتشريعات تلزم الورثة بتوزيع التركة خلال فترة زمنية وجيزة يحددها القانون ، وتكون هناك عقوبة رادعة وصارمة لكل من لا يلتزم بالفترة المحددة حماية للعلاقات الاجتماعية ، ويمكن للدولة أن تنشىء دائرة خاصة تتولى التبليغات وربطها بشهادة الوفاة ومتابعة هذه القضايا بالتعاون مع المحاكم الشرعية ، وأن لا يترك هذا الأمر لرغبة الشركاء الذين غالباً لا يتفقون على التوزيع ، أو يخضع بعضهم لموضوع الحياء والابتزاز " فما أُخذ بسيف الحياء فهو سحت " وما أُخذ بسيف الابتزاز فهو ظُلم ، وفي الحالتين تُظلم فئات كالايتام والنساء والضعفاء" وتأكلون التراث اكلاً لمًا" كما اقترح اجراء دراسات مسحية من قبل الجهات المختصة بعلم الاجتماع عن نسبة الخلافات الناتجة عن تاخير عمليات توزيع التركة .
- توجيه الناس عبر مختلف المنابر الاعلامية ، ومنابر المساجد إلى خطورة هذا الأمر ، وتنبيه الناس إلى خطورة أكل الحقوق الخاصة بهذا الشأن ، فالتطاول على حقوق الآخرين من أسباب تمزيق الروابط بين الأقارب ، ومن أسباب قطيعة الأرحام وفساد ذات البين ، ولا يجوز المجاملة فيها على حساب الحقوق ، كما لا يجوز أن تخضع للهوى ، فمن أكل نصيب أخواته من الميراث لن ينجو !! ومن تعدى على مال اليتيم لن يسلم !! ومن خدع البنات بقليل من المال أو بدعوة إلى مطعم لتناول وجبة طعام لن ينجو !! ومن خدع كبيرات السن والأميات بالبصم على التنازل عن نصيبهن من الميراث كما يفعل الكثير من الاخوة لن ينجو !! وهل كل هؤلاء لديهم الاستعداد للحساب وللسؤال من رب العباد عن الممارسات التي تتم بأساليب مخالفة للشرع والعرف وصلة الأرحام .
هذه القضية لا تقل خطورة عن عمليات السرقة والغش والتدليس وإن كان الغلاف جميلاَ في بعض حالاتها ، وهذا الموضوع في زمن ضعف الوازع الديني قد أورث ضغائن واحقاد بين الناس والشركاء ، لهذا ارجو أن يصل هذا المقترح لأصحاب الشأن من المشرعين والجهات الرسمية مع أهمية المعالجة الدينية الاخلاقية والأدبية لتبعاته الدنيوية والدينية ، والله من وراء القصد .