منذ تأسيس الدولة الأردنية الحديثة على يد الملك عبدالله الأول بن الحسين عام 1921، نشأت علاقة خاصة بين الشعب الأردني والقيادة الهاشمية، علاقة لم تُبنَ على السلطة وحدها، بل على الاحترام والشرعية التاريخية الممتدة من نسبهم الشريف إلى الرسول محمد ﷺ.
يحب الأردنيون الهاشميين لأنهم وجدوا فيهم قادة مختلفين عن كثير من زعماء العالم العربي، فلم تكن مسيرتهم قائمة على الانتقام أو الإقصاء، بل على بناء الدولة، وتوحيد الناس، وترسيخ قيم التسامح. ومنذ عهد الملك المؤسس، كان الهاشميون دعاة حوار، يؤمنون بأن قوة الوطن تأتي من تنوّع أبنائه ووحدتهم، لا من صراعاتهم.
يعتز الشعب الأردني بالقيادة الهاشمية لأنها – في نظرهم – لم تُقِم حكمها على سفك الدماء، ولم تدخل في حروب أهلية، بل حافظت على استقرار الأردن في أكثر الفترات اضطرابًا في المنطقة. ورغم أن التاريخ السياسي لأي دولة لا يخلو من تحديات وأزمات، إلا أن الصورة الغالبة عن الهاشميين في وجدان الأردنيين هي أنهم أصحاب عفو وتسامح، لا أصحاب بطش، وأنهم حافظوا على الأردن بعيدًا عن منطق الانقلابات والاغتيالات التي لوّثت صفحات كثير من الدول الأخرى.
ومن أسباب محبتهم أيضًا احترامهم للدين وللمقدسات، فهم حَمَلة الوصاية على القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، ومدافعون عن قيم الاعتدال، يرفضون التطرّف ويؤمنون بأن الدين رسالة رحمة، وهو ما انعكس على خطابهم السياسي والإنساني.
إن حب الأردنيين للهاشميين ليس مجرد موقف سياسي، بل هو انتماء عاطفي وتاريخي لقادة وقفوا مع شعبهم، وتقاسموا معه طموح الدولة ومعاناتها، وظلّ الأردن في عهدهم نموذجًا نسبيًا للاستقرار في محيطٍ مليء بالدماء والصراعات.
لذلك نحب الهاشميين… لأنهم في نظرنا:
قادة بناء لا هدم
أصحاب شرعية تاريخية ونسب شريف
حَمَلة تسامح واحترام للآخر
بعيدون عن نهج الحروب الداخلية
يؤمنون بأن الأردن بيت يجمع الجميع
وسيظل هذا الحب ما دام الأردن ثابتًا على مبادئه التي أسّسها الملك عبدالله الأول، وحملها من بعده أبناؤه وأحفاده: الحرية، والاعتدال، والتسامح، واحترام الإنسان.
لماذا نحب الهاشميين؟
اليوم… ونحن نكمل مسيرة البناء خلف الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، نزداد يقينًا بأن هذه العلاقة ليست طارئة، بل هي عهدٌ بين الأردنيين والهاشميين، قوامه الولاء للوطن، والوفاء للقائد الذي ظلّ الأردن في عهده أرض اعتدالٍ وأمانٍ وسط عواصف المنطقة.