أكدت باكستان دعمها الكامل للجهود التي تقودها المملكة العربية السعودية من أجل استعادة السلام والاستقرار في اليمن، مشددة على أهمية الحلول السياسية الشاملة كطريق وحيد لإنهاء الصراع الممتد منذ سنوات.
وأعربت وزارة الخارجية الباكستانية، في بيان رسمي أوردته قناة «جيو نيوز» اليوم السبت، عن متابعتها الدقيقة للتطورات الأخيرة على الساحة اليمنية، مؤكدة أن وحدة اليمن وسلامته الإقليمية تمثلان أولوية لا يمكن التفريط فيها، في ظل ما يشهده البلد من تعقيدات سياسية وإنسانية متراكمة.
تحذير من التصعيد ودعوة لضبط النفس
وشدد البيان الباكستاني على ضرورة أن تتجنب الأطراف الفاعلة في اليمن أي خطوات أحادية قد تؤدي إلى تصعيد جديد، محذرًا من أن أي توتر إضافي من شأنه تعقيد فرص الحل وإطالة أمد المعاناة الإنسانية التي يعيشها ملايين اليمنيين، وأكدت إسلام آباد أن المرحلة الحالية تتطلب قدرًا عاليًا من الحكمة وضبط النفس، مع تغليب لغة الحوار على منطق السلاح.
إشادة بالدور السعودي والإماراتي
وجددت الخارجية الباكستانية دعمها الكامل للمبادرات الدبلوماسية التي تتبناها المملكة العربية السعودية، ووصفتها بأنها جهود محورية تهدف إلى تهيئة بيئة مواتية لتحقيق السلام والاستقرار في اليمن، كما أثنت على الدور الذي تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة في دعم المسار السياسي والإنساني، بما يعكس حرص البلدين على إنهاء الأزمة وتخفيف معاناة الشعب اليمني.
ويأتي هذا الموقف في وقت تواصل فيه الرياض تحركاتها الدبلوماسية على أكثر من مستوى، سعيًا لتقريب وجهات النظر بين الأطراف اليمنية، ودفعهم نحو طاولة المفاوضات برعاية إقليمية ودولية.
دعوة لحل سياسي شامل
ودعت باكستان جميع الأطراف اليمنية إلى الانخراط بشكل جاد وبنية حسنة في عملية سياسية شاملة، يتم التفاوض حولها استنادًا إلى المرجعيات والمعايير المتفق عليها دوليًا، وأكدت أن أي حل مستدام لا يمكن أن يتحقق إلا عبر الحوار والتوافق، بعيدًا عن الإقصاء أو فرض الأمر الواقع.
وأعربت إسلام آباد عن أملها في أن تُترجم الجهود الدبلوماسية الجارية إلى خطوات عملية ملموسة على الأرض، تُسهم في إنهاء الصراع، وفتح صفحة جديدة من الاستقرار، ورفع المعاناة عن الشعب اليمني الذي دفع ثمن الحرب على مختلف المستويات المعيشية والإنسانية.
موقف يعكس تقاطعًا إقليميًا
ويرى مراقبون أن تأكيد باكستان دعمها الكامل للجهود السعودية لاستعادة السلام والاستقرار في اليمن يعكس تقاطعًا متزايدًا في المواقف الإقليمية، ووعيًا جماعيًا بأن استمرار الأزمة لم يعد يخدم أحدًا، كما يحمل هذا الدعم رسالة واضحة بضرورة توحيد الجهود الدولية والإقليمية لإنجاح المسار السياسي، ومنح اليمن فرصة حقيقية للخروج من دوامة الصراع وبناء مستقبل أكثر أمنًا واستقرارًا.