ما أجمل البداوة حين يهبّ الهيل والبن من دلال اهل الكرااام وما أبهى البداوة إذا ارتضت أن تُقاد بشيخها، كابرٍ عن كابر، وعلى أساسٍ من المجد والكرامة. وما أروع البدوي حين يتدثر بالعباءة النجفية الخيشية، فتستقر على رؤس كتفيه كأنها تاجٌ من فخر، لا يُلبسه إلا من استحقه...
وإذا ذكرنا هذه المعاني، فلا بد أن نقف عند اسمٍ له وزن الجبال ومقام الرجال؛ الشيخ طلال صيتان الماضي العيسى، ذاك الشيخ الذي تجسدت فيه مكارم الأخلاق، وسمات الرجولة الأصيلة، حتى صار مرجعًا في النخوة ومثالًا في الوفاء..
أنا ؛؛ ولست ممن يكتب جزافًا و لم أعتد أن أسطر الحروف عن شخص إلا إذا عرفته حق المعرفة، وخبرت معدنه . وما دفعني اليوم للكتابة إلا موقف عالق في البال، حين سمعت أبا هاشم يتحدث عبر الشاشة عن الشيخة، وكيف أن الشيخة ليست وجاهةً فارغة، بل مسؤولية وأمانة وفتح صدرٍ للناس، كما عهدنا شيوخ العرب الأوائل. عندها عادت بي الذاكرة إلى تلك الأيام التي جمعتني به زميلاً واخا في حزب الجبهة الأردنية الموحدة، يوم كان حديثه يفيض رجولة الماضي، ويثبت حضور الحاضر، شيخًا بكامل الأركان، لا ينقصه من المجد شيء...
إن الشيخ طلال لم يكن شيخًا لعشيرته فحسب، بل كان ظلًا وارفًا لكل من قصده، وبابًا مفتوحًا لكل ملهوف، وصوتًا صادقًا لكل من يبحث عن الحق. وإذا كان العرب يقولون: "الشيخ عنوان قومه"، فإن طلال صيتان الماضي هو العنوان الذي يليق بعشيرة العيسى، وهو الراية التي ترفرف بالعز فوق رؤوس الدفيانة...
فطوبى لكم يا أبناء الدفيانة، وطوبى لأهلنا من عشيرة العيسى، بشيخكم الجليل، الأجودي، صاحب المكارم والوقفة الصلبة، الشيخ طلال صيتان الماضي العيسى… شيخ لا تكتبه الكلمات بقدر ما تكتبه المواقف في ذاكرة الرجال..
الشيخ طلال صيتان الماضي ابو هاشم متعك الله بالصحة. .