في عام 1966، انطلق صوت الإعلامي الأردني عيسى الخزوز لأول مرة عبر ميكروفون الإذاعة الأردنية، ليصبح واحدًا من الأصوات المألوفة التي رافقت المستمعين في بيوتهم وسياراتهم ومكاتبهم. امتاز بحضوره الواثق وصوته الرخيم، فكان خبرًا يقرأ بصدق، وحوارًا يُدار بحرفية، وبرنامجًا يُقدَّم بروح إنسانية قريبة من القلب.
قدّم الخزوز خلال مسيرته في الإذاعة برامج متنوعة شملت:
نشرات الأخبار التي تميّز فيها بالموضوعية والدقة.
برامج ثقافية واجتماعية ألقت الضوء على التراث الأردني وقضايا المجتمع.
برامج حوار مباشر ناقشت التعليم والتنمية والشباب، وجعلت المستمعين شركاء في الحوار.
ولم يكن دوره مقتصرًا على التقديم فقط، بل ساهم أيضًا في تدريب جيل جديد من المذيعين، مانحًا خبرته للمواهب الصاعدة.
عام 1973، حمل الخزوز صوته وذكرياته وغادر إلى الولايات المتحدة، لكنه لم يترك الميكروفون خلفه. بل وجد في مدينة ديترويت، التي تضم واحدة من أوسع الجاليات العربية، ساحة جديدة ليواصل رسالته الإعلامية.
في المهجر، لمع اسمه عبر مؤسسات وإذاعات عربية عدة، من أبرزها:
إذاعة الشبكة العربية الأمريكية (ANA)
إذاعة سوا
إذاعة جسر المعرفة
برنامجه الشهير "مساء الخير ديترويت"
إذاعة مع الجالية
وقد كان يوصف بـ المذيع العربي الوحيد في منطقة ديترويت وضواحيها، الأمر الذي جعله الصوت العربي الأقرب إلى قلوب المغتربين.
لم يكن عيسى الخزوز مجرد مذيع يقرأ النصوص، بل كان سفيرًا ثقافيًا حمل هموم العرب وقضاياهم، وربط الجاليات المهاجرة بأوطانها عبر الأثير. صوته كان بمثابة وطنٍ متنقل، يخفف من غربة المهاجرين ويعزز ارتباطهم بهويتهم.
من خلال برامجه، استطاع أن يحقق:
تواصلاً حيًا مع الجالية العربية في أمريكا.
حفاظًا على اللغة والثقافة العربية بين الأجيال الجديدة.
نقلاً للقضايا الوطنية بروح المسؤولية والصدق.
برحيله، فقدت الإذاعة الأردنية والعربية صوتًا مميزًا، لكن إرثه ظل حاضرًا في ذاكرة من عرفوه وسمعوه. فهو واحد من الإعلاميين الذين جعلوا من الميكروفون رسالة، لا مجرد وسيلة، وتركوا وراءهم مدرسة في الأداء الإذاعي القائم على الصدق والقرب من المستمع.
سيبقى عيسى الخزوز مثالًا للمذيع الذي عاش صوته للناس، في الوطن وفي الغربة، حتى صار رمزًا من رموز الإذاعة الأردنية وصوتًا خالدًا في وجدان الجالية العربية في أميركا.