شاهدت اعلاناً لأحد المحلات في الأردن يعلن عن تنزيلات على سعر البشوت (العباه)حيث يبيع الواحدة بأربع دنانير حيث لاحظت ان الشخص الذي يقدم الدعاية يقدمها بشكل يثير الإشمئزاز وفيه تعدي على مورث إجتماعي له رمزيته الخاصة وحتى لهجته لا توحي انه يعرف شيئا بالأعراف العشائرية.
وكأن المقصود جعل هذا الأمر وسيلة للتندر والسخرية ولو بقي على دعايات المنظفات والملابس والشاورما افضل له كونه يجيد هذا الامر وما علم ان هذا البشت لا يكبر صغيراً ولو كان ثمنه الاف الدنانير ولا يصغر كبيرا ولو كان ثمنه دينار.
قيمة الإنسان لا تقاس بما يلبس بل بما يحمل من قيم واخلاق ومروءة وعلم ودين واستذكر هذه القصة عن الشيخ حمد بن فياض الطراونة رحمه الله وهو من كبار الكرك ومن شيوخها حيث كان يملك سيارة قديمة جدا واثناء ذهابه في احدى الجاهات تأخر عن الجاهة لبطء سيارته وتقدم عنه الجميع لحداثة سياراتهم فقال له ابنه: يا والدي لو تشتري سيارة حديثة بدل( القرقيعه)
فقال : يا ولدي ما احد يبني علم لما تصل هالقرقيعة
وبالفعل وجد كل الجاهة تنتظره حتى وصل وهذا يدل على ان الجاهة ينزلون الناس منازلهم.
فكانوا رجالا يعرفون قيمة بعض وقدر بعض ولا يتزاحمون على من يدخل اولا وعلى من يتصدر المجلس او يتكبر لجاهة وليس عنده علم ولا عرف الرجال.