وصل قائد القيادة المركزية الأميركية (CENTCOM) الجديد، الأدميرال براد كوبر السبت، إلى تل أبيب في أول زيارة رسمية له منذ توليه منصبه.
وتأتي هذه الزيارة العسكرية رفيعة المستوى في توقيت حرج، بعد أقل من شهر على إقرار حكومة الاحتلال لخطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التي تهدف إلى احتلال قطاع غزة بشكل كامل وتدريجي، مما يضع الزيارة تحت مجهر التحليل حول أهدافها الحقيقية.
وفي تصريح مقتضب نقله الإعلام العبري، أكد كوبر أن "الولايات المتحدة ملتزمة التزامًا راسخًا بأمن إسرائيل"، مشدداً على أن الجانبين يعملان على تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
ووفقاً لوسائل إعلام عبرية، تقتصر الزيارة على اجتماعات أمنية مغلقة يشارك فيها مسؤولون عسكريون وأمنيون فقط، من بينهم نائبة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، دون عقد أي لقاءات مع مسؤولين في المستوى السياسي، مما يشير إلى أن المباحثات تتركز على جوانب استراتيجية وعملياتية بحتة.
زيارة في ظل خطة "احتلال غزة التدريجي"
يكتسب توقيت الزيارة أهمية خاصة كونها تأتي في أعقاب إقرار حكومة نتنياهو لخطة وصفت بأنها تهدف إلى "احتلال قطاع غزة بالكامل بشكل تدريجي"
ووفقاً لهيئة البث الرسمية التابعة للاحتلال، تتضمن المرحلة الأولى من الخطة تهجير سكان مدينة غزة قسراً نحو جنوب القطاع، تليها مراحل أخرى تشمل تطويق المدينة بالكامل وتنفيذ عمليات توغل برية واسعة في عمق التجمعات السكنية.
تنسيق عسكري أم رسائل أمريكية؟
يثير هذا التزامن تساؤلات حول ما إذا كانت زيارة قائد القيادة المركزية الأمريكية تهدف إلى تنسيق ودعم الخطط العسكرية الجديدة للاحتلال في غزة، أم أنها تأتي في سياق محاولة واشنطن لفهم أبعاد هذه الخطة وتداعياتها على استقرار المنطقة، وربما وضع خطوط حمراء خلف الأبواب المغلقة.
إن اقتصار اللقاءات على المستوى العسكري قد يشير إلى رغبة أمريكية في مناقشة تفاصيل عملياتية دقيقة بعيداً عن التعقيدات السياسية.
تؤكد زيارة الأدميرال براد كوبر على عمق التحالف العسكري الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والاحتلال.
لكنها في الوقت نفسه، تضع واشنطن في قلب خطط التصعيد الجديدة في غزة، وستكشف الأيام المقبلة عن طبيعة الدور الذي ستلعبه، سواء كان دور الشريك في العمليات أو دور الطرف الذي يسعى لضبط إيقاعها.