في فجرٍ تاهَت فيه البشريّة بين ظلمات الجهل ووهاد الضلال، بزغَ نورٌ ما عرفت الأرض له مثيلًا، نورٌ أشرق من رحم مكّة، ليكون مبعث رحمةٍ للعالمين، وسبيلَ هدايةٍ للسالكين، وملاذَ أرواحٍ أنهكتها التيه والظلمة.
إنه المولد النبوي الشريف؛ اليوم الذي تنفّس فيه الوجود أنفاس الطهر، وارتوت الأرواح بعبق الحق، وتهاوت الأصنام تحت وطأة التوحيد. ففي ذكرى ميلاد المصطفى ﷺ، نتفيّأ ظلال هذا النور، ونستعيد نشوة البدايات، حيث صدح الكون فرحًا بميلاد سيّد الكائنات.
ومن وهج تلك الذكرى، أقدّم قصيدتي هذه، مُهداةً إلى مقام النبي الأعظم، تعبيرًا عن محبّةٍ لا تنطفئ، وإجلالٍ لا يزول.
القصيدة
وُلِدَ الهُدى فانبجسَ الإيثارُ *** وانجابَ عن دربِ الهدى إغبارُ
تبقى مدى الأيامِ ذكراكَ العُلا *** نَفَحًا، يُبلِّغُ مُهجتي أسرارُ
صلّى عليكَ اللهُ يا خيرَ الورى *** ما أبصرتْكَ بمُهجتي الأبصارُ
عن الكاتب
بيهس العكش: شاعر وكاتب عربي معاصر، وطالب في جامعة اليرموك بتخصّص اللغة العربية وآدابها.
يتميّز شعره بجزالة اللفظ ورصانة التركيب، متأثّرًا بعمق التراث العربي، ومستلهمًا من الشعر الجاهلي والعباسي صلابته وأصالته. يسعى من خلال كتاباته إلى إحياء البيان العربي الرفيع، وجعل الكلمة الفصيحة جسرًا بين ماضي الأمة وحاضرها، ليبقى الأدب العربي شاهدًا على العزّة والخلود.