أكد الفريق الركن المتقاعد العين حسين الحواتمة أن الشخصية العسكرية تقوم على الانضباط والسلوك، وأن المهنة العسكرية لا تقبل سوى الدقة والانضباط في العمل.
وأوضح الحواتمة في حديث عبر برنامج نيران صديقة، الذي يقدمه الزميل هاني البدري، ورصدته "التاج الإخباري"، أن التدريب العسكري يعتمد على مرحلتين أساسيتين غير متوفرتين في أي مؤسسة تعليمية أخرى، وهما "مرحلة التفريغ" التي تهدف إلى عزل المتدرب عن البيئة والمعتقدات الخاطئة المحيطة به، و"مرحلة الإحلال" التي تعني إيصال المعلومة الصحيحة له على بياض، مشيراً إلى أن هذا هو جوهر خدمة العلم.
وأضاف أن الحضارة والتكنولوجيا لها ضريبة، وأن كثرة الرفاهية تدفع الشباب إلى الكسل والإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي، معتبراً أن الاستخدام المفرط لأي شيء يُعد سلبية في المجتمع.
وأكد أن خدمة العلم تمثل إعداداً جديداً لمراحل ومناهج حديثة بتدريب متطور، خصوصاً مع دخول العالم مرحلة التقدم والذكاء الاصطناعي.
وأشار الحواتمة إلى أن الأردن لم تخلُ مسيرته السياسية والعسكرية والاقتصادية منذ نشأته من التحديات، وقد دفع ثمناً غالياً وقدم تضحيات كبيرة، لافتاً إلى أن مواقف الأردن الثابتة من القضية الفلسطينية كان لها أثر كبير على اقتصاده.
وشدد على أن الدفاع عن الدولة ليس واجب الحكومات وحدها، بل واجب كل مواطن ومؤسسة ووزارة وفرد يعيش على أرض الوطن.
وأكد أن التخوين ليس جديداً على الأردن، لكن الشعب أدرك أن الفكر السياسي الأردني والالتزام تجاه القضية الفلسطينية هو النهج الصحيح والأصدق قولاً وفعلاً.
ولفت إلى أن الخطاب الديني قبل حوكمة الدروس وخطب الجمعة كان عرضة للاستغلال بهدف تجييش الشباب وغسل أدمغتهم، فيما تقوم وزارة الأوقاف منذ أكثر من 20 عاماً بدور كبير في ضبط الخطاب الديني وتوحيده.
وأكد الحواتمة أن التنسيق أساس النجاح، وأن الأمن يمثل الركيزة الأولى لازدهار وتقدم الدولة، مشيراً إلى أن السياحة لا يمكن أن تزدهر في بيئة تفتقر للأمن.
واعتبر أن الاستثمار في الأمن يعود بفوائد مباشرة على السياحة والاقتصاد والاستثمار.
وبيّن أن دائرة المخابرات العامة تمثل "عيون الدولة"، وكلما كان جهدها الاستخباراتي أقوى، جنّبت جهاز الأمن العام والجيش الكثير من المشاكل والعمليات الإرهابية.
وأكد أن الأردن يتميز بتنسيق أمني كبير بين مختلف الأجهزة الأمنية والاستخباراتية.
وقال الحواتمة إنه إذا اكتمل مثلث القوة في أي بلد، المتمثل في قوة القيادة، وقوة انتماء وولاء الشعب، وقوة القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، فإن هذا البلد لا يخشى أي محيط ملتهب.
وشدد أن الأردن يتغنى بمثلث القوة هذا، إذ يقوده الملك عبد الله الثاني بحكمة، وإلى جانبه ولي العهد بموروث سياسي راسخ لإدارة الأزمات.
وأكد الحواتمة على أن الولاء والانتماء للقيادة والوطن لدى الشعب الأردني لا مثيل له في أي دولة أخرى، وأن الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة تتمتع باحترافية عالية، مما يجعل هذا المثلث يعمل بتناسق وقوة، مضيفاً: "لا أخاف على الأردن، ولا توجد قوة على وجه الأرض تستطيع مواجهته".