افتتح وزير البيئة الدكتور أيمن سليمان، اليوم الثلاثاء، مشروع جورامكو في محمية دبين بمحافظة جرش المخصص للتخفيف من آثار التغير المناخي، بتنظيم من الجمعية الملكية لحماية الطبيعة وبالشراكة مع الشركة الأردنية لصيانة الطائرات "جورامكو".
وأكد سليمان في كلمة خلال افتتاح المشروع، أن تقليل البصمة الكربونية يشكل المدخل الأهم لمواجهة التغير المناخي وآثاره التي باتت تمس جميع القطاعات الحيوية في الأردن والعالم.
وقال إن المحميات الطبيعية لم تعد مجرد مساحات لحماية التنوع الحيوي، بل أصبحت شريكا أساسيا في مواجهة التغير المناخي من خلال دعم الاقتصاد المحلي وتوفير فرص العمل والمساهمة في تحقيق مفاهيم الاقتصاد الأخضر والأزرق، وتعزيز صمود المجتمعات المحلية في مواجهة التحديات البيئية.
وأضاف، إن الوزارة تعمل على تطوير مشاريع نوعية داخل المحميات تسهم في حماية الغابات والمصادر المائية والتنوع الحيوي وتدعم في الوقت ذاته برامج السياحة البيئية المستدامة.
وأوضح أن الأردن رغم محدودية موارده يواصل التزامه بالاتفاقيات الدولية الخاصة بالمناخ ويسعى إلى تنفيذ مشروعات تنسجم مع الخطة الوطنية للتكيف مع التغير المناخي، مؤكدا أن مثل هذه المشاريع في المحميات تعد أنموذجا عمليا لترجمة التعهدات الدولية إلى واقع ملموس يخدم المواطن والمكان.
من جانبها، أكدت رئيسة مجلس إدارة الجمعية الملكية لحماية الطبيعة بتول العجلوني، أن وزارة البيئة تؤدي دورا محوريا في تمكين المحميات ودعم أنشطتها، لافتة إلى أن مشروع "جورامكو" يعكس أهمية التعاون المشترك في حماية الطبيعة وصون الموارد الوطنية وأن الجمعية ستواصل العمل مع الشركاء لتطوير برامج تعزز من قدرة الأردن على مواجهة التغير المناخي.
بدوره، قال مدير شركة جورامكو فريزر كوري، إن الشراكة بين القطاعين العام والخاص تمثل ركيزة أساسية لدعم الجهود الوطنية في مواجهة آثار التغير المناخي.
وأكد أن الشركة ملتزمة بمسؤوليتها المجتمعية والبيئية وتعتبر استثمارها في هذا المشروع جزءا من مساهمتها في التنمية المستدامة وحماية البيئة.
ويهدف المشروع إلى إيجاد منطقة صديقة للبيئة داخل محمية دبين تسهم في تعزيز الوعي البيئي لدى الزوار وتشجع على السياحة البيئية، إضافة إلى دعم المجتمعات المحلية عبر توفير فرص عمل ومشاريع مدرة للدخل في إطار رؤية وطنية تسعى إلى الموازنة بين حماية الطبيعة وتحقيق التنمية الاقتصادية.
وتأتي هذه الخطوة في وقت يواجه فيه الأردن تحديات متزايدة مرتبطة بتغير المناخ مثل "شح المياه وازدياد موجات الحر والجفاف وتراجع الغطاء النباتي"، ما يجعل من مشاريع كهذه ضرورة ملحة لتعزيز قدرة البلاد على التكيف وبناء مستقبل بيئي أكثر استدامة