في سجل الرجال الكبار الذين صنعت سيرتهم أمجاد العشائر الأردنية، يسطع اسم المرحوم الشيخ الفارس محمد سلمان علي البيايضة "الوعري"، المولود عام 1890، ليكون علماً من أعلام الكرم والشجاعة والمروءة، ورمزاً من رموز الإصلاح والعطاء، حتى غدا مضرباً للأمثال، يُتداول اسمه بين الألسنة كعنوانٍ للفروسية والإقدام.
وقد جسّد الشيخ الوعري معاني الجود والكرم، فلم يكن مجرد رجل عشيرة، بل كان ملاكاً سخياً أنفق ماله وجهده في سبيل خدمة الناس وإكرام الضيف وإصلاح ذات البين، فظل بيته مفتوحاً للغريب قبل القريب، ومائدته عامرة تُشبع الضيوف وتُطفئ نيران الخلافات.
ولقّب بـ "الوعري"، وهو لقب ذو دلالة عربية عميقة، تعني الشدة والإقدام، حيث عُرف بغيرته وشجاعته وإقدامه، إلى جانب حكمته التي مكّنته من حل الخلافات وتعزيز مكانته بين شيوخ العشائر ورجالات الإصلاح. وقد ذكره المؤرخون بأنه كان الصديق المقرب للشيخ عبد العزيز بن طه إبراهيم الضمور، كما قال فيه دليوان باشا المجالي: "ما شابهني إلا ابن الوعري التميمي".
ويبقى الحديث عن الشيخ محمد سلمان البيايضة "الوعري" حديثاً عن زمن الرجال الكبار الذين تركوا بصمتهم على صفحات التاريخ، إذ ورّث أبناءه وأحفاده إرثاً من القيم والأخلاق، وظل اسمه عَلَماً يُستشهد به كلما ذُكر الكرم والشجاعة والفروسية، رجلٌ أحبّ الصعب فنجح فيه، وسعى للخير فخلّد ذكره في القلوب والتاريخ.