كشف تقرير صادر عن وزارة الدفاع في كوريا الجنوبية، اليوم (الأحد) 10 أغسطس 2025، انخفاض قواتها العسكرية بنسبة 20% خلال السنوات الست الماضية، حيث تقلص عدد الجنود من 563 ألفا في عام 2019 إلى 45 ألف جندي في 2025.
ويُعزى هذا الانخفاض الحاد بشكل رئيسي إلى تراجع عدد الذكور في سن التجنيد الإلزامي، نتيجة انخفاض معدل المواليد في كوريا الجنوبية، التي تُعد الدولة ذات أدنى معدل خصوبة عالميًا، حيث بلغ 0.75 في عام 2024، مما يعني أن المرأة تتوقع إنجاب أقل من طفل واحد في المتوسط خلال حياتها الإنجابية.
**media[2567180]**
وفقًا للتقرير، الذي قُدم إلى عضو البرلمان عن الحزب الديمقراطي الحاكم تشو مي-آي، فإن عدد الذكور في سن العشرين، وهي الفئة العمرية التي يُطلب منها التجنيد الإلزامي بعد اجتياز الفحص الطبي، انخفض بنسبة 30% بين عامي 2019 و2025، ليصل إلى 230 ألف، هذا الانخفاض يُسبب نقصًا في عدد الضباط، مما قد يؤدي إلى صعوبات تشغيلية إذا استمر الوضع.
ويُشار إلى أن مدة الخدمة العسكرية الإلزامية، التي كانت 36 شهرًا عند انتهاء الحرب الكورية في 1953، تقلصت إلى 18 شهرًا بفضل تحسين القدرات العسكرية، التحالف مع الولايات المتحدة، وتطور صناعة الدفاع الكورية الجنوبية التي أصبحت مصدرًا رئيسيًا لتصدير الأسلحة.
في المقابل، يُقدر عدد القوات العسكرية النشطة في كوريا الشمالية بنحو 1.2 مليون جندي وفقًا لتقديرات وزارة الدفاع لعام 2022، مما يبرز الفجوة الكبيرة بين القوتين.
وعلى الرغم من أن ميزانية الدفاع الكورية الجنوبية لعام 2025، التي تجاوزت 61 تريليون وون (43.9 مليار دولار)، تفوق حجم اقتصاد كوريا الشمالية بأكمله، إلا أن الجيش يعاني من نقص يصل إلى 50 ألف جندي، بما في ذلك 21 ألف في صفوف الضباط غير المكلفين، مما يؤثر على جاهزية الدفاع.
وتُعد كوريا الجنوبية من أسرع المجتمعات تقدمًا في السن عالميًا، حيث بلغ عدد سكانها ذروته عند 51.8 مليون نسمة في 2020، ومن المتوقع أن ينخفض إلى 36.2 مليون بحلول عام 2072 وفقًا لتوقعات حكومية.
**media[2567181]**
هذا التراجع الديموغرافي يفاقم التحديات التي تواجهها القوات المسلحة، حيث يهدد استمرار انخفاض عدد الشباب بإضعاف القدرات العسكرية في مواجهة التهديدات المحتملة، خصوصا من كوريا الشمالية.
وتسعى الحكومة الكورية الجنوبية إلى مواجهة هذه الأزمة من خلال تعزيز القدرات التكنولوجية العسكرية وتطوير الأسلحة المتقدمة لتعويض النقص في الأعداد.
كما يُجري الجيش إصلاحات لتحسين كفاءة الخدمة العسكرية وتقليل الاعتماد على الأعداد الكبيرة من القوات، ومع ذلك، يحذر التقرير من أن استمرار هذا الاتجاه قد يضعف الجاهزية الدفاعية، مما يتطلب إستراتيجيات جديدة لتجنيد الموارد البشرية وتعزيز القدرات العسكرية.
يسلط التقرير الضوء على أزمة ديموغرافية تهدد القوات المسلحة في كوريا الجنوبية، حيث يؤدي انخفاض معدل المواليد إلى تقلص عدد الجنود والضباط.