2025-08-10 - الأحد
"الزرقاء للتعليم والاستثمار" تحتفي بأبناء العاملين الناجحين في الثانوية العامة nayrouz "الطاقة": انخفاض أسعار المشتقات النفطية عالميا... تفاصيل nayrouz الشرطة المجتمعية تعقد أنشطة توعوية في إقليم الوسط nayrouz البوابة الالكترونية لبيع الارقام المميزه ستكون متاحة ... تفاصيل nayrouz اكتشاف قطع فخارية وأدوات حجرية تعود إلى 50 ألف سنة في موقع القرينة بمنطقة الرياض nayrouz دراسة جديدة تكشف مفاجأة تناول النساء القهوة الليلية ! nayrouz الأردن يطالب الجامعة العربية بتحرك عاجل لوقف عدوان إسرائيل على غزة nayrouz سموتريتش يهاجم نتنياهو: يراوغ بخطة احتلال غزة, nayrouz احجز مقعدك الآن في جامعة الزرقاء ... تفاصيل nayrouz ما الرسالة التي وجهها مندوب فلسطين بالجامعة العربية لنتنياهو؟ nayrouz جامعة الزرقاء تحتضن فعاليات اليوم الثقافي الوطني الماليزي nayrouz هل عُزلت أنغام بسبب الجهاز المناعي؟, nayrouz القيسي يكتب الدكتور نضال العياصرة إنموذج الرجل المناسب في المكان المناسب nayrouz النائب إبراهيم الطراونة يوجه سؤالاً نيابياً لرئيس الوزراء حول نسب الدين العام في 2025 nayrouz الأردن يتسلم سيارات إسعاف من منظمة باكستانية لصالح غزة nayrouz تعريفات ترمب تهز جنوب شرق آسيا, nayrouz هيثم رافي… صوت عُماني يعانق العالم بين “ما حد كمايك” و”ليلى nayrouz تعيين ندى المؤذن رئيسًا للجنة التدريب والبحوث بنقابة المهن الإجتماعية nayrouz القتل تعزيراً بجانية هرّبت الكوكايين إلى السعودية من جنسيات مختلفة nayrouz إدارة السير تحذر السائقين من حادث انقلاب مركبة على شارع الأردن nayrouz
وفيات الأردن اليوم الأحد 10 آب 2025 nayrouz وفاة الحاج متعب بركات المصطفى العقايلة بني حمد "ابو الرائد" nayrouz وفاة الفنان الكويتي محمد المنيع عن عمر ناهز الـ95 عاماً nayrouz وفيات الأردن اليوم السبت 9-8-2025 nayrouz راكان سليم ارشيد الفايز " ابو محمد" في ذمة الله nayrouz الحاج عبدالله حتمل الجازي في ذمة الله nayrouz الحاجة انتصار حسونه" ام شعبان " في ذمة الله nayrouz وفيات الأردن ليوم الجمعة 8 آب 2025: قائمة الأسماء nayrouz رحيل موجع في الكرك.. محمد أبو شرار ضحية رصاصة غدر nayrouz وفاة الشابة غالية زيد عقاب الترتوري nayrouz وفاة الحاجة بدريه العمري ارملة المرحوم الحاج عبيد الدويلان الجبور nayrouz وفاة الشيخ دخيل بن غرم الله الميموني nayrouz القاضي المتقاعد خالد محمد فلاح العضايلة في ذمة الله nayrouz وفيات الأردن ليوم الخميس 7 آب 2025 nayrouz وفاة العقيد حسام ارشيدات بعد غيبوبة دامت 10 أشهر إثر حادث سير مؤسف nayrouz الحاج سعود خالد اسمر الفايز في ذمة الله nayrouz الحاجة حمده متروك السالم الخضير "ام عبدالعزيز" في ذمة الله nayrouz ابو الفيلات يعزي مدير المخابرات بوفاة شقيقته nayrouz وفاة الشاب بدر عبدالقادر الهقيش اثر حادث سير مؤسف nayrouz وفاة الجوهرة بنت عساف العساف nayrouz

"التحول الرقمي في البلديات: ضرورة تنموية واستحقاق إداري"

{clean_title}
نيروز الإخبارية :



د.يزن طاهر شوابكة *

في الوقت الذي يشهد فيه العالم سباقًا نحو الرقمنة والإدارة الذكية، ما زالت البلديات الأردنية تتحرك ضمن نمط إداري تقليدي يُثقل كاهلها ويُقيّد قدرتها على التجاوب مع المتطلبات المتسارعة للمواطنين والمجتمعات المحلية. فقد تحوّلت البلديات، في كثير من الحالات، إلى وحدات تنفيذية روتينية، تقتصر أدوارها على إصدار الرخص وجمع النفايات وإدارة الخدمات اليومية، دون أن يكون لها حضور فاعل في التنمية المحلية، أو أدوات تحليلية تُمكّنها من قياس أدائها، أو قنوات تواصل رقمية تبني الثقة وتُعزز المشاركة. إن الفجوة بين المواطن والبلدية لا تتعلق فقط بجودة الخدمات، بل بطريقة التفكير والبنية المؤسسية والقدرة على مواكبة روح العصر.

واقع البلديات في الأردن يُظهر حالة من التفاوت والارتجال في تقديم الخدمات وتوثيق البيانات، فبعض البلديات الكبرى تعتمد أنظمة أرشفة إلكترونية محدودة النطاق، بينما تعتمد بلديات أخرى كليًا على الملفات الورقية والمراسلات اليدوية، ما يجعل استرجاع المعلومة عملية شاقة ومعرضة للأخطاء، ويُعيق الشفافية والمتابعة. المواطن، في المقابل، لا يمتلك وسيلة عملية للاطلاع على المشاريع التي تنفذها بلديته، أو ميزانياتها، أو نسب الإنجاز، أو حتى التواصل المنهجي معها. ولا توجد قاعدة بيانات موحدة تسمح بقياس الأداء أو مقارنة البلديات أو استخراج مؤشرات وطنية تُغذّي عملية صنع القرار. هذا الفراغ المعلوماتي لا يُسهم فقط في ضعف المساءلة، بل يُعمّق حالة الانفصال بين المواطن وصانع القرار المحلي.

كما أن البلديات تفتقر اليوم إلى آليات حقيقية لرصد احتياجات المجتمع وتحليل الطلبات المتكررة وتوجيه الموارد بناءً على الأولويات. فلا توجد أنظمة إنذار مبكر للتحديات الخدمية، ولا أدوات ذكاء اصطناعي لتوقع الضغط على الموارد أو التغيرات السكانية أو الحركة العمرانية. وهذا يعني أن قرارات الإنفاق، غالبًا، تُبنى على الانطباع أو التقدير، لا على بيانات لحظية مدعومة بالتحليل. كما أن غياب أدوات رقابة داخلية وشفافية خارجية يُصعّب على البلديات الدفاع عن موازناتها، أو كسب ثقة المواطنين والممولين، أو استقطاب شراكات فاعلة مع القطاع الخاص أو منظمات المجتمع المدني.

وإذا أضفنا إلى ذلك ضعف وجود قنوات اتصال رقمية فعالة، فإننا أمام حالة إدارية شبه مغلقة، فيها المواطن يتنقل من مكتب إلى آخر، أو يُجبر على الحضور الشخصي لمتابعة طلب أو شكوى، دون وجود تطبيق ذكي، أو بوابة موحدة، أو حتى وسيلة تفاعلية بالعربية تتيح له تقديم طلباته أو تتبعها أو معرفة أين يقف من مسار المعاملة. ويزداد الأمر تعقيدًا حين نعلم أن بعض البلديات لا تمتلك مواقع إلكترونية فاعلة، أو تُحدّث بياناتها بشكل دوري، أو توفر محتوى مفيدًا باللغة الأم للمواطن الأردني.

ما نحتاج إليه اليوم ليس مجرد تطوير للمواقع الإلكترونية، ولا "رقمنة" سطحية للمعاملات، بل منصة رقمية ذكية شاملة تعيد بناء العلاقة بين المواطن والبلدية على أساس من الشفافية والمشاركة والبيانات الحية. منصة تستطيع أن تُظهر لكل مواطن ما يجري في مدينته أو بلدته، من المشاريع قيد التنفيذ إلى نسب الإنجاز الفعلية، ومن حجم الإنفاق إلى تفاصيل الموازنات، ومن فرص المشاركة إلى قنوات التقييم والتغذية الراجعة. كما يجب أن تمكّن هذه المنصة البلديات من إدارة طلبات المواطنين بشكل فعال، وتحليل البيانات الواردة، وتحديد الأولويات، ومراقبة الأداء لحظيًا عبر لوحات تحكم ديناميكية سهلة الاستخدام.

هذا التحول ليس ترفًا ولا تجميلًا شكليًا، بل استحقاق وطني يرتبط برؤية الأردن الاقتصادية 2033، ويخدم أهداف اللامركزية وتوزيع الموارد بعدالة، ويُرسّخ مفهوم الحوكمة الرشيدة على المستوى المحلي. بل إن غيابه يُعطّل قدرة الدولة على التخطيط المتكامل، ويُضعف تنسيق السياسات بين الوزارات والبلديات، ويُفقد المواطن الثقة بقدرة الجهاز الإداري على الاستجابة الفعّالة.

لقد آن الأوان لأن تخرج البلديات من عباءة التراكمات الورقية والهياكل القديمة، إلى فضاء رقمي حديث، قائم على منصة موحدة، وبيانات دقيقة، ومؤشرات أداء شفافة، وتفاعل مباشر مع المواطن. قد تكون هذه المنصة قيد التطوير الآن، وربما نشهد انطلاقتها قريبًا، لتكون التجربة الأردنية الجديدة في الإدارة المحلية، التي تُعيد الاعتبار لدور البلدية بوصفها محرّكًا للتنمية، لا مجرد منفّذ للخدمات.
د.يزن طاهر شوابكة

 استاذ/باحث في الإقتصاد والإدارة العامة