في زمن باتت فيه المسؤولية المجتمعية مطلبًا إنسانيًا قبل أن تكون وظيفيًا، تبرز الأستاذة إيمان الهدبان كواحدة من الشخصيات الرائدة في ميدان رعاية وتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة، من خلال قيادتها الحكيمة لمركز الهدبان لذوي الاحتياجات الخاصة، والذي تحول في عهدها إلى نموذج يُحتذى به في الرعاية والتأهيل والدعم الشامل.
منذ توليها إدارة المركز، وضعت الهدبان نصب عينيها أن تكون الخدمة المقدمة لهذه الفئة على أعلى مستوى من الجودة والاحترافية، إيمانًا منها بأن ذوي الاحتياجات الخاصة لا ينقصهم الذكاء ولا الطموح، بل يحتاجون إلى من يؤمن بقدراتهم ويمنحهم الفرصة الحقيقية.
رؤية إنسانية شاملة
تتبنى الأستاذة إيمان نهجًا إنسانيًا متكاملًا في إدارة المركز، حيث لا يقتصر عملها على الجوانب الإدارية، بل تنخرط شخصيًا في متابعة الحالات، وتحرص على التواصل المباشر مع أولياء الأمور، ما أكسبها احترام ومحبة المجتمع المحلي.
وحرصت الهدبان على استقطاب كفاءات مؤهلة في العلاج الوظيفي والنطق والتربية الخاصة، وتوفير بيئة تعليمية وعلاجية آمنة ومحفزة، ترتقي باحتياجات الأطفال النفسية والتعليمية والاجتماعية.
تحديث وتطوير مستمر
لم تكتفِ الهدبان بتقديم خدمات تقليدية، بل قادت سلسلة من التحديثات الشاملة داخل المركز، شملت إدخال برامج متطورة في العلاج الحسي والسلوكي، وتحديث الوسائل التعليمية، وتوسيع البنية التحتية للمركز لتواكب أفضل المعايير الدولية في هذا المجال.
كما سعت إلى تعزيز الشراكات مع الجهات الرسمية والخاصة، وعملت على تأمين دعم مستمر من مؤسسات المجتمع المدني، مما مكن المركز من الاستمرار في تقديم خدمات مجانية أو مدعومة لعدد كبير من الأسر محدودة الدخل.
بصمة مجتمعية حقيقية
وتؤمن إيمان الهدبان أن تمكين ذوي الاحتياجات لا يقتصر على العلاج والتأهيل، بل يتطلب دمجًا حقيقيًا في المجتمع، لذلك نظمت العديد من الفعاليات والمبادرات التي هدفت إلى نشر الوعي وتغيير النظرة النمطية تجاه هذه الفئة، بالإضافة إلى حملات تثقيفية في المدارس والمراكز المجتمعية.
رسالة من القلب
في كلماتها الدافئة والمُلهمة، تؤكد الأستاذة إيمان:
"أؤمن أن كل طفل يمتلك شيئًا فريدًا يمكن أن يقدمه للعالم. دورنا هو أن نكتشف هذا الشيء، ونمنحه الأدوات والدعم ليُزهر ويبدع، لأن الإنسان قبل كل شيء هو قلب وروح، وليس فقط قدرات جسدية أو عقلية."
وبذلك تواصل إيمان الهدبان رسالتها النبيلة في ظل تحديات كبيرة، متسلحة بالإيمان، والمثابرة، وابتسامة تُشع أملًا في وجوه أطفال المركز، الذين باتوا يرون فيها ليس فقط مديرة، بل أمًا ثانية تؤمن بقدراتهم وترافقهم نحو مستقبلٍ أفضل.