أعلنت منظمة الصحة العالمية، في تقريرها الـ56، استمرار تفشي جدري القرود في عدد من بلدان العالم، مع تسجيل حالات جديدة في عدة دول أفريقية، وأخرى حول العالم. وكشفت المنظمة أن الوضع الوبائي للفيروس لا يزال مقلقًا، محذرة من أنه في حال لم يتم احتواء هذا التفشي في الوقت المناسب، فقد يصبح خطرًا دائمًا داخل المجتمعات.
تسجيل حالات جديدة في غامبيا وموزمبيق لأول مرة
أكد التقرير أن غامبيا سجّلت لأول مرة حالة إصابة بفيروس جدري القرود (MPXV)، وهو ما يوسع من رقعة تفشي جدري القرود في القارة. وفي تطور جديد، أبلغت موزمبيق أيضًا عن حالات إصابة بسبب السلالة Ib من الفيروس، مما يشير إلى تغيرات جينية وانتشار غير متوقع للمرض في مناطق جديدة.
11 دولة أفريقية تسجل انتقالًا نشطًا للفيروس
أفادت منظمة الصحة العالمية أن 11 دولة أفريقية أبلغت عن استمرار انتقال فيروس جدري القرود خلال الأسابيع الستة الماضية، مع تركز انتشار السلالة IIb في غرب أفريقيا، بينما أُبلغ عن النوعين Ia وIb في وسط أفريقيا، وسُجل النوع Ib في دول شرق أفريقيا. وشددت المنظمة على أن هذا النمط يعكس واقعًا وبائيًا متنوعًا يتطلب استجابة صحية مرنة وسريعة.
اتجاه تنازلي في بعض المناطق وارتفاع بأوغندا
رغم انخفاض الحالات في بعض البلدان مثل سيراليون وجمهورية الكونغو الديمقراطية، إلا أن أوغندا ما زالت تسجل انتقالًا مجتمعيًا نشطًا للسلالة Ib، وتحتل المركز الثالث من حيث عدد الحالات المؤكدة مختبريًا في القارة. وأشارت البيانات إلى أن 48% من الوفيات سُجلت بين مصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، ما يوضح تداخلًا خطيرًا بين الفيروسين يزيد من تعقيد الوضع الصحي.
انتشار عالمي محدود مرتبط بالسفر
ذكرت المنظمة أن بعض الدول مثل أستراليا، الصين، والمملكة المتحدة أبلغت عن حالات إضافية من سلالة Ib، وكان معظمها مرتبطًا بالسفر من مناطق موبوءة، مما يعني أن انتقال تفشي جدري القرود في المجتمعات خارج أفريقيا ما زال محدودًا. ومع ذلك، تواصل المنظمة مراقبة الوضع عن كثب، داعية الدول إلى تعزيز نظم الترصد والاستجابة السريعة.
تحذير من خطر الانتقال المستدام
أنهت منظمة الصحة العالمية تقريرها بتجديد تحذيرها من أن تفشي جدري القرود، إذا استمر دون تدخل حاسم، قد يؤدي إلى انتقال مستدام بين السكان، مما يحول المرض من حالة وبائية إلى تهديد طويل الأمد للصحة العامة على مستوى العالم.