استنكر العميد المتقاعد خضر آل خطاب، أحد كبار ضباط إدارة مكافحة المخدرات سابقًا، حملات السخرية والتنمّر التي طالت ضحايا الكحول المغشوش على مواقع التواصل الاجتماعي، متسائلًا عن الرابط غير المبرر الذي يحاول البعض رسمه بين تعاطي الكحول و"استحقاق" الموت.
وقال آل خطاب، في مقطع فيديو رصدته نيروز الإخبارية عبر منصات التواصل الاجتماعي، إن ما يحدث يمثل انحدارًا أخلاقيًا ودينيًا خطيرًا، مشيرًا إلى أنه وخلال خدمته التي امتدت لنحو 20 عامًا في مكافحة المخدرات، حضر العديد من جنائز المتعاطين، بمن فيهم من اعتدوا سابقًا على أفراد المكافحة، ورغم ذلك لم تُسجل حالة شماتة أو سخرية من وفاتهم.
وأضاف: "كم واحد ممن استهزأوا بضحايا الكحول المغشوشة حاول إنقاذ أحدهم أو نصحه؟ بعضهم كان مبتلى وربما حاول التوبة... وشرب الخمر ليس أعظم الذنوب، فهناك من يقطع رحمه ويأكل الميراث، وهذه معاصٍ أشد".
وانتقد آل خطاب أيضًا ظاهرة التكفير والحكم على الموتى، مشددًا على أن "الحكم على الناس بالإيمان أو الكفر هو شأن إلهي لا يملكه أحد"، مستشهدًا بقصة فرعون، قائلاً: "لو أن فرعون قال (يارب) قبل أن يدركه اليقين لغفر الله له، فمن نحن لنحكم على غيرنا؟".
وختم العميد المتقاعد حديثه بالدعوة إلى الرحمة والإنسانية، مؤكدًا أن من يعرف شخصًا مبتلى بمثل هذه الآفات، فإن واجبه نصحه لا شماتته، مبينًا أن المجتمع بحاجة إلى تماسك وتراحم لا إلى جلد الضحايا والتشفي بآلامهم.