واصلت إيران والاحتلال الإسرائيلي تبادل شن الغارات الجوية، في وقت مبكر اليوم السبت، بعد أن نفذ الاحتلال أكبر هجوم له على الإطلاق ضد إيران في محاولة لمنعها من تطوير سلاح نووي.
وقال جيش الاحتلال إن القوات الجوية تواصل مهاجمة أهداف في الأراضي الإيرانية، فيما أفادت وسائل الإعلام الإيرانية بإطلاق موجة جديدة من الصواريخ على إسرائيل.
وشنت طهران 5 موجات من الضربات الجوية ضد إسرائيل منذ ليل الجمعة إلى صباح اليوم السبت، ما تسبب في سقوط 3 قتلى وأكثر من 90 مصاباً.
وتحدث إعلام إيراني، السبت، عن استهداف لواء مدرعات للحرس الثوري في زنجان شمال غربي البلاد، فيما أفادت وكالة "نورنيوز" باستهداف إسرائيلي لمدينة همدان غربي إيران.
ودوت صفارات الإنذار في تل أبيب والقدس، ما دفع السكان إلى الملاجئ. وقال جيش الاحتلال إنه جرى تفعيل أنظمة الدفاع الجوي التابعة له لاعتراض الصواريخ الإيرانية.
وقال الجيش الإسرائيلي: "في الساعة الأخيرة، تم إطلاق عشرات الصواريخ على إسرائيل من إيران، وتم اعتراض بعضها".
وأضاف البيان أن فرق الإنقاذ تعمل في عدد من المواقع التي وردت منها أنباء عن سقوط قذائف، دون الحديث على وقوع إصابات.
* صافرات انذار في الأردن
ودوت صافرات الإنذار في الأردن محذرة من الخروج إلى الأماكن المفتوحة أو الاقتراب من مواقع سقوط شظايا صواريخ، وذلك على اثر دخول صواريخ ومسيرات إيرانية الاجواء الأردنية في طريقها إلى الأراضي المحتلة.
وسقطت العديدي من شظايا الصواريخ في قرى ومدن أردنية، فيما سمعت دوي انفجارات في سماء المملكة فجر اليوم السبت.
* قصف متبادل
وذكرت وكالة أنباء "تسنيم" شبه الرسمية أنه سُمع دوي عدة انفجارات في العاصمة الإيرانية طهران.
وذكرت وكالة "فارس" للأنباء أن صاروخين أصابا مطار مهر آباد في طهران. وقالت وسائل الإعلام الإيرانية إن أنباء أفادت باندلاع حرائق هناك. ويقع المطار بالقرب من مواقع رئيسية للقيادة الإيرانية ويضم قاعدة للقوات الجوية تحتوي على مقاتلات وطائرات نقل.
وقالت وسائل إعلام عبرية إن ما يعتقد أنه صاروخ سقط في تل أبيب، وسمع شاهد من "رويترز" دوي انفجار قوي في القدس. ولم يتضح ما إذا كانت الضربات الإيرانية أو الإجراءات الدفاعية الإسرائيلية وراء هذا النشاط.
وكانت تلك الغارات ردا على الهجمات الإسرائيلية على إيران في وقت مبكر أمس الجمعة استهدفت قادة وعلماء نوويين وأهدافا عسكرية ومواقع نووية.
* قتلى وجرحى بإسرائيل
وفي وسط تل أبيب، أصيب مبنى شاهق خلال موجة من الهجمات الصاروخية ما أدى إلى إلحاق أضرار بالثلث السفلي من المبنى الواقع في منطقة حضرية مكتظة بالسكان. ودُمر مبنى سكني في مدينة رامات جان المجاورة.
وقالت خدمة الإسعاف الإسرائيلية إن عشرات الأشخاص أصيبوا في منطقة تل أبيب، معظمهم بإصابات طفيفة. وأفادت وسائل إعلام بسقوط قتيلين جراء الضربات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل.
وقال مسؤولان أميركيان إن الجيش الأميركي ساعد في إسقاط صواريخ إيرانية كانت متجهة إلى إسرائيل أمس الجمعة. وقال الجيش الإسرائيلي إن إيران أطلقت أقل من 100 صاروخ أمس الجمعة وإنه تم اعتراض معظمها. وقد أصيبت عدة مبان في تل أبيب ومحيطها.
وأثارت الضربات الإسرائيلية على إيران طوال يوم أمس والرد الإيراني عليها مخاوف من اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقا على الرغم من أن إسرائيل قضت على الكثير من قدرات اثنين من أكبر حلفاء إيران في المنطقة هما حركة حماس في غزة وجماعة حزب الله في لبنان.
وقالت و"كالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء" إن طهران أطلقت مئات الصواريخ الباليستية على إسرائيل بعد أن قصفت إسرائيل موقع نطنز النووي الإيراني الضخم وقتلت كبار قادتها العسكريين، وتقول إيران إن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فقط.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن الأمر قد يستغرق بعض الوقت قبل أن يتضح مدى الضرر في نطنز.
ودأبت الدول الغربية على اتهام إيران بتخصيب اليورانيوم هناك إلى مستويات تسمح بصنع قنبلة وليس للاستخدام المدني.
وأبلغ رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، مجلس الأمن أمس الجمعة بأن محطة التخصيب فوق الأرض في موقع نطنز النووي الإيراني دُمرت. وأضاف أن الأمم المتحدة لا تزال تجمع معلومات حول الهجمات الإسرائيلية على منشأتين أخريين هما محطة فوردو لتخصيب الوقود ومحطة أصفهان.
* خامنئي يتوعد
واتهم المرشد الإيراني علي خامنئي إسرائيل ببدء الحرب. وقال مسؤول إيراني كبير إنه لن يكون هناك مكان آمن في إسرائيل وسيكون الانتقام مؤلما.
وقال مبعوث إيران لدى الأمم المتحدة إن 78 شخصا، من بينهم مسؤولون عسكريون كبار، قُتلوا في الغارات الإسرائيلية على إيران وأصيب أكثر من 320 شخصا معظمهم من المدنيين.
واتهم الولايات المتحدة بالتواطؤ في الهجمات وقال إنها تتحمل المسؤولية الكاملة عن العواقب.
* "الحفاظ على الأمن الوطني"
وقال المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون إن المعلومات الاستخباراتية أكدت أن إيران كانت ستنتج في غضون أيام ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع قنابل متعددة. ووصف العملية التي قامت بها إسرائيل بأنها "عمل من أعمال الحفاظ على الأمن الوطني".
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الوقت لم يفت بعد بالنسبة لطهران لوقف حملة القصف الإسرائيلي من خلال التوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي.
وكانت طهران قد انخرطت في محادثات مع إدارة ترامب بشأن اتفاق للحد من برنامجها النووي ليحل محل الاتفاق الذي تخلى عنه ترامب في عام 2018. ورفضت طهران العرض الأميركي الأخير.