تُمثّل المقدم المتقاعد الدكتورة منار علي حمد بني هاني نموذجًا مشرّفًا للمرأة الأردنية التي جمعت بين التفوق الأكاديمي والكفاءة المهنية والقيادة الإدارية، فخطّت اسمها في إنجازات ملموسة وسمعة علمية مرموقة.
بني هاني قيادية مؤثرة، إذ شغلت منصب مدير المركز الوطني للإسعاف والطوارئ، وأشرفت خلال فترة إدارتها على تطوير منظومة الاستجابة الطبية السريعة، وإعداد كوادر الإسعاف والطوارئ وفق أعلى المعايير الدولية، ما ساهم في رفع جاهزية القطاع الصحي الأردني في التعامل مع الحالات الطارئة، خاصة خلال فترات الأزمات والظروف الاستثنائية.
وفي ظل إيمانها العميق بأن العلم لا يقف عند حدود التخصص، اختارت أن تكون جزءًا من الحراك الطبي الإقليمي والدولي، فانضمت إلى الرابطة العربية لأمراض الجهاز الهضمي وأمراض القولون، حيث أسهمت في مناقشة أحدث ما توصل كما شاركت في مؤتمرات وورش تدريبية ساهمت في تطوير بروتوكولات العلاج والوقاية.
وتواصل الدكتورة بني هاني العطاء ضمن رابطة القلب الأمريكية (AHA)، ليس فقط كعضو، بل كمدرب معتمد لإنعاش القلب والرئتين، حيث تعمل على تأهيل الكوادر الطبية في المستشفيات والمراكز الصحية على أحدث أساليب الإنعاش القلبي الرئوي، الأمر الذي يُعد من المهارات الأساسية لإنقاذ الأرواح وتقليل نسب الوفيات في الحالات الحرجة.
إلى جانب خبرتها الميدانية، تؤمن بني هاني بأهمية تمكين الطلبة وإعداد جيل طبي ملتزم وواعٍ، فقد اختارت أن تكون عضو هيئة تدريس في جامعة الزيتونة الأردنية، حيث تنقل خبرتها الطويلة إلى قاعات الدراسة، وتحرص على بناء علاقة تعليمية تقوم على الفهم والتدريب العملي، لا الحفظ النظري، لتخريج طلاب قادرين على المنافسة في سوق العمل محليًا وإقليميًا.
وفي كل محطة من محطات حياتها المهنية، حرصت الدكتورة منار على أن تكون عنوانًا للالتزام والمهنية، وأن تمثل صوتًا للمرأة في القطاعات التي يغلب عليها الطابع الذكوري، لتثبت أن العطاء لا يرتبط بجنس أو منصب، بل بإرادة لا تنكسر، وعزيمة لا تعرف التراجع.
اليوم، تُعد المقدم الدكتورة منار بني هاني واحدة من النماذج الوطنية التي تستحق الإشادة، ليس فقط لإنجازاتها، بل لرسالتها التي حملتها على عاتقها: أن تكون خدمة الإنسان فوق كل اعتبار.