من ثرى الوطن، خرج الشيخ سليمان الشتيوي "أبو عارف" جنديًا في صفوف القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، يحمل في قلبه الإيمان، وعلى كتفيه بندقية، وفي عقله يقين الانتماء للأردن وقيادته الهاشمية.
سنوات طويلة أمضاها الفقيد في ميادين الشرف والرجولة، مشاركًا في الحروب التي خاضها الجيش العربي دفاعًا عن قضايا الأمة، متقدّمًا الصفوف بإرادة المقاتل وعقيدة الجندي الأردني الذي لا يعرف إلا النصر أو الشهادة. كان مثالاً في الانضباط والوفاء، وترك في زملائه من رفاق السلاح أثرًا لا يُنسى، إذ عُرف بهدوئه ورجاحة عقله وحرصه على وحدة الصف وأداء الواجب.
ومع انتهاء خدمته العسكرية، لم يتقاعد عطاؤه، بل بدأ فصلًا جديدًا من خدمة المجتمع. فقد كان الشيخ الشتيوي من رجال الإصلاح المعروفين، يسعى بين الناس بالحكمة والخبرة، يُصلح بين المتخاصمين، ويجمع الشمل، ويحفظ النسيج الاجتماعي بروح المسؤولية والإيمان، مستندًا إلى إرث طويل من الاحترام والثقة.
لم يكن مجرد جندي أو مصلح، بل كان أبًا ومربيًا أنشأ أبناءً ساروا على دربه، يحملون من اسمه وقيمه الكثير، ويشغلون مواقع مشرفة في مؤسسات الدولة، مواصلين مسيرة والدهم في خدمة الأردن بكل إخلاص.
يرحل الرجال، لكن سيرتهم تبقى. والشيخ سليمان الشتيوي "أبو عارف" واحد من أولئك الذين سيظل اسمهم حاضرًا في ذاكرة الوطن، كرمز للجندية النبيلة والعمل الصالح والخلق الطيب.
رحمه الله رحمة واسعة، وألهم ذويه وأحبّته الصبر والسلوان.