حين يُذكر اسم يوسف حسن العيسوي، يقفز إلى الذهن رجل الدولة المتفاني، المسؤول القريب من نبض الناس، الذي عَبَر مسارات الخدمة العسكرية والمدنية بتواضع الجندي، وانضباط القائد، ووفاء الأردني الصادق لتراب وطنه وقيادته.
منذ أن عُين رئيسًا للديوان الملكي الهاشمي في يونيو 2018، شكل العيسوي عنوانًا للثقة الملكية، وصوتًا حانيًا يحمل همّ المواطن الأردني، لا سيما في القرى والبوادي والمخيمات، حيث يسير بين الناس مستمعًا، متفقدًا، ومتابعًا تنفيذ المبادرات الملكية التي جاءت لتكرّس العدالة الاجتماعية وتُحسن من نوعية حياة الأردنيين.
العيسوي، الذي بدأ مسيرته في صفوف القوات المسلحة الأردنية منذ أواخر خمسينيات القرن الماضي، ظل وفيًا لأخلاقيات الجندية حتى بعد انتقاله إلى ميادين العمل المدني، محافظًا على صرامة الالتزام، ودقة الأداء، وحسّ المسؤولية. فقد تنقل بين عدد من المواقع الإدارية في الديوان الملكي منذ تسعينيات القرن الماضي، حاملاً في كل منها بصمات من النزاهة والتواضع والعمل بصمت.
ولعل أبرز ما يميّز العيسوي هو قربه من الناس، وحضوره المتواضع الذي يخلو من مظاهر الاستعلاء أو البروتوكول المتكلف. تجده جالسًا بين كبار السن، منصتًا لشكوى أمٍّ تطلب علاجًا لابنها، أو شابٍ يحلم بفرصة عمل، أو شيخ عشيرة يطالب بحقّ أهله في البنية التحتية. لا يتوانى عن رفع المطالب إلى جلالة الملك، ولا يكتفي بذلك، بل يُشرف ميدانيًا على التنفيذ، ويعود ليطمئن بأن "المكرمة وصلت"، و"المبادرة اكتملت"، و"الناس راضون".
وليس أدلّ على الثقة الملكية العالية بشخصه من كلمات جلالة الملك عبد الله الثاني، حين قال في إحدى المناسبات:
"الأخ يوسف العيسوي مثال في الالتزام، والتفاني في خدمة الناس، وتحقيق رؤيتنا بأن يبقى المواطن في صلب القرار والسياسة".
وهي شهادة تختصر سيرة رجل بات أقرب إلى مؤسسة وطنية متحركة، لا تتوقف عن العمل ليلًا أو نهارًا.
وفي صوت الناس شهادة لا تحتاج إلى وثائق، بل إلى نظرة عين وارتياح قلب. تقول إحدى الأمهات في معان: "العيسوي ما ترك بيت إلا دخله، ولا شكوى إلا سمعها، وإيده دايمًا ممدودة للخير". ويضيف شاب من الطفيلة: "هو عنوان للثقة، بنشوفه ونعرف إنه في أمل". هكذا اختصر الناس علاقة هذا الرجل بهم، علاقة فيها من الأبوة ما يخفف الألم، وفيها من المسؤولية ما يحقّق الفعل.
في هذا الزمن الذي تتبدل فيه الوجوه سريعًا، يبقى يوسف العيسوي شاهدًا على ثبات رجال الدولة الحقيقيين. أولئك الذين يُقاس عطاؤهم لا بعدد المناصب، بل بعمق الأثر الذي يتركونه في حياة الناس ووجدانهم. ولأن الوطن لا يُبنى بالكلام، بل بالفعل والإخلاص، فإن العيسوي يمثل جسرًا حيًّا بين القصر والشعب، بين الرؤية الملكية