شهد العراق في عام 1908 حدثًا تاريخيًا مهّد لبدء عصر المواصلات الحديثة، حيث دخلت أول سيارة إلى أراضيه عبر قضاء القائم، قادمة من مدينة الإسكندرونة مرورًا بحلب، وعبرت الصحراء الغربية حتى وصلت بغداد.
وكانت السيارة من نوع "أولدزموبيل" ذات أربعة أبواب ومكشوفة السقف، وقادها الأسكتلندي ديفد فوربس، أحد شركاء شركة "ماك أندرو وفوربس" التي كان لها فرع تجاري في مدينة البصرة آنذاك. وقد شكل وصول هذه المركبة إلى العاصمة العراقية نقلة نوعية غير مسبوقة، إذ لم تكن بغداد قد عرفت السيارات من قبل.
ورغم وعورة الطرق الصحراوية وانعدام البنية التحتية للمواصلات، استطاع فوربس قطع المسافة الطويلة متحديًا التضاريس والبيئة القاسية، ليسجّل اسمه كأول سائق سيارة يدخل العراق ويجوب شوارع بغداد، التي كانت لا تزال تعتمد على وسائل النقل التقليدية من دواب وعربات.
ويعد هذا الحدث بداية لعصر جديد شهد فيه العراق تدريجيًا دخول السيارات وانتشارها، ما غيّر من طبيعة الحياة اليومية والنقل التجاري والحضري في البلاد.