تشهد العلاقات بين تركيا وإسرائيل لأزمة كبيرة وقطيعة بسبب الأحداث المتسارعة في غزة. ومع تصاعد التوترات مؤخرًا نتيجة التطورات في سوريا، ترى إسرائيل فرصة مواتية لتقويض القوة العسكرية السورية. في المقابل، تسعى تركيا لدعم الشعب السوري في تشكيل جيش جديد مزودًا بالموارد والعتاد اللازم.
بلغت العلاقات بين البلدين أسوأ مراحلها في الجوانب الأمنية والعسكرية عقب انهيار نظام بشار الأسد. حيث نفذت إسرائيل سلسلة من الغارات الجوية المكثفة بعد السيطرة على العمليات العسكرية في دمشق.
بالرغم من المساعي الدبلوماسية المحلية والدولية الرامية لوقف التصعيد الإسرائيلي المتزايد على الأرض وفي الأجواء السورية، والرسائل الإيجابية الصادرة عن الرئيس أحمد الشرع، إلا أن الجيش الإسرائيلي لا يزال يقوي مواقعه في المناطق التي احتلها منذ خمسة أشهر شرق الجولان. هذا يعكس أن تل أبيب لا تزال تشكك في نوايا الحكومة الجديدة في دمشق، حتى مع تراجع حدة التوتر بين الطرفين.
ويعتقد الإسرائيليون أن الإدارة الجديدة في سوريا تتواصل بإيجابية مع جميع الأطراف، بما فيها إيران، وليس فقط مع إسرائيل. ويدللون على ذلك بوجود عناصر مسلحة مرتبطة بالحكومة السورية تحمل عداءً واضحًا لإسرائيل ودولها الحليفة، ما يعني أن التعامل معها سيتم بحذر شديد. ويؤكد الإسرائيليون أنهم سيواصلون تعزيز أمنهم بلا توقف، حتى لو استلزم الأمر سنوات طويلة.
الخلافات التركية الإسرائيلية
إن الهجمات الإسرائيلية على سوريا هي في الواقع هجوم مباشر على تركيا، كما اعترف مسؤولون إسرائيليون صراحةً بأن هدفهم منع التمدد التركي في سوريا. وتكشف الضربات في جنوب غرب سوريا ومنطقة المتوسط قرب الحدود السورية-التركية، وكذلك الهجمات على منشآت كانت تركيا تخطط لإقامة قواعد عسكرية فيها، أن إسرائيل تخوض حرباً مفتوحة ضد تركيا على الأراضي السورية.
وبحسب مصادر، فإن المواقع التي دخل عليها الجيش الإسرائيلي، هي المناطق ذاتها التي خططت القوات التركية التمركز فيها.
وأضاف عياش أن الإنتهاكات الإسرائيلية في سوريا وإثارة الاضطرابات في تركيا تأتي كرد فعل على تقدم الحكومة السورية الجديدة المدعومة من أردوغان. وتحاول إسرائيل تجنب المواجهة المباشرة في سوريا عبر زعزعة استقرار تركيا، بينما تواصل تقدمها في الأراضي السورية.
في سياق ذو صلة، عبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخرا لنظيره السوري أحمد الشرع عن دعمه للجهود الرامية إلى استقرار الوضع في البلاد واستعداد موسكو للمشاركة في "تعاون عملي". وحسب المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف فإن بوتين أرسل للشرع رسالة أكد من خلالها "استعداد روسيا الدائم لتطوير التعاون العملي مع القيادة السورية في مختلف القضايا المدرجة على جدول الأعمال الثنائي بهدف تعزيز العلاقات الروسية السورية التي طالما كانت ودية".
تحليل
البحث هنا..
1
2
الرئيسيةالعالمهل تتقارب المصالح الإسرائيلية والتركية في وجود روسيا؟
هل تتقارب المصالح الإسرائيلية والتركية في وجود روسيا؟
17 أيار 2025
13:27
هل تتقارب المصالح الإسرائيلية والتركية في وجود روسيا؟
خبرني - تشهد العلاقات بين تركيا وإسرائيل لأزمة كبيرة وقطيعة بسبب الأحداث المتسارعة في غزة. ومع تصاعد التوترات مؤخرًا نتيجة التطورات في سوريا، ترى إسرائيل فرصة مواتية لتقويض القوة العسكرية السورية. في المقابل، تسعى تركيا لدعم الشعب السوري في تشكيل جيش جديد مزودًا بالموارد والعتاد اللازم.
بلغت العلاقات بين البلدين أسوأ مراحلها في الجوانب الأمنية والعسكرية عقب انهيار نظام بشار الأسد. حيث نفذت إسرائيل سلسلة من الغارات الجوية المكثفة بعد السيطرة على العمليات العسكرية في دمشق.
انقطاع سردين (ميلو) من الأسواق الأردنية
انقطاع سردين (ميلو) من الأسواق الأردنية
khaberni.com
إقرأ المزيد
تجاوزات إسرائيلية
بالرغم من المساعي الدبلوماسية المحلية والدولية الرامية لوقف التصعيد الإسرائيلي المتزايد على الأرض وفي الأجواء السورية، والرسائل الإيجابية الصادرة عن الرئيس أحمد الشرع، إلا أن الجيش الإسرائيلي لا يزال يقوي مواقعه في المناطق التي احتلها منذ خمسة أشهر شرق الجولان. هذا يعكس أن تل أبيب لا تزال تشكك في نوايا الحكومة الجديدة في دمشق، حتى مع تراجع حدة التوتر بين الطرفين.
ويعتقد الإسرائيليون أن الإدارة الجديدة في سوريا تتواصل بإيجابية مع جميع الأطراف، بما فيها إيران، وليس فقط مع إسرائيل. ويدللون على ذلك بوجود عناصر مسلحة مرتبطة بالحكومة السورية تحمل عداءً واضحًا لإسرائيل ودولها الحليفة، ما يعني أن التعامل معها سيتم بحذر شديد. ويؤكد الإسرائيليون أنهم سيواصلون تعزيز أمنهم بلا توقف، حتى لو استلزم الأمر سنوات طويلة.
الخلافات التركية الإسرائيلية
إن الهجمات الإسرائيلية على سوريا هي في الواقع هجوم مباشر على تركيا، كما اعترف مسؤولون إسرائيليون صراحةً بأن هدفهم منع التمدد التركي في سوريا. وتكشف الضربات في جنوب غرب سوريا ومنطقة المتوسط قرب الحدود السورية-التركية، وكذلك الهجمات على منشآت كانت تركيا تخطط لإقامة قواعد عسكرية فيها، أن إسرائيل تخوض حرباً مفتوحة ضد تركيا على الأراضي السورية.
وبحسب مصادر، فإن المواقع التي دخل عليها الجيش الإسرائيلي، هي المناطق ذاتها التي خططت القوات التركية التمركز فيها.
وأضاف عياش أن الإنتهاكات الإسرائيلية في سوريا وإثارة الاضطرابات في تركيا تأتي كرد فعل على تقدم الحكومة السورية الجديدة المدعومة من أردوغان. وتحاول إسرائيل تجنب المواجهة المباشرة في سوريا عبر زعزعة استقرار تركيا، بينما تواصل تقدمها في الأراضي السورية.
في سياق ذو صلة، عبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخرا لنظيره السوري أحمد الشرع عن دعمه للجهود الرامية إلى استقرار الوضع في البلاد واستعداد موسكو للمشاركة في "تعاون عملي". وحسب المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف فإن بوتين أرسل للشرع رسالة أكد من خلالها "استعداد روسيا الدائم لتطوير التعاون العملي مع القيادة السورية في مختلف القضايا المدرجة على جدول الأعمال الثنائي بهدف تعزيز العلاقات الروسية السورية التي طالما كانت ودية".
تحليل
تمتلك روسيا علاقات جيدة مع كل من إسرائيل وتركيا، فمن جانبه، يرى المحلل السياسي المهتم بالشأن السوري، سيد الأبيض، أن اسرائيل سترحب بفكرة بقاء روسيا في المنطقة، لما في ذلك من ضمانات أمنية إستراتيجية لإسرائيل، حيث تعتقد تل أبيب أنها محاطة بالأعداء من كل الجهات ووجود طرف محايد يضمن له الأمن خصوصًا بسبب العلاقات الجيدة التي تملكها موسكو مع أنقرة.
يرى الأبيض ايضا، ان التحركات العسكرية الإسرائيلية في سوريا ومحاولاتها لإثارة النزاعات الطائفية والترويج لمشروع فدرلة سوريا، تعكس إدراكا إسرائيليا بأن تركيا أصبحت لاعبا مؤثرا للغاية، ولا توجد دولة قادرة على تقويض دورها.
ومن جانبه، صرح الكاتب والباحث محمود علوش، إن السياسة الروسية في سوريا تتجه نحو أهداف أقرب إلى الأهداف التركية من حيث السياسة العامة، يقول علوش، أن أولويات موسكو تكمن في بناء علاقة جيدة مع الإدارة السورية، وأي محاولة للتماهي مع الأهداف الإسرائيلية قد تقوض قدرة موسكو على اقامة علاقة مبنية على الثقة مع الحكام الجدد في سوريا، ولا تصب مصلحة روسيا في دعم الأهداف الإسرائيلية الهادفة إلى تحويل سوريا إلى دولة مفككة تعاني من صراعات طائفية ومذهبية.
وبهذا، تملك كل من تركيا وإسرائيل نفس الدوافع التي تجعلهم يدعمون فكرة بقاء التواجد الروسي، لضمان أمن المنطقة.