في مثل هذا اليوم، يستحضر الأردنيون بفخر ووفاء سيرة أحد رجالات الجيش العربي الذين نقشوا أسماءهم في ذاكرة الوطن بحروف من ذهب؛ إنه العميد الركن زعل ارحيل الفلوح الزبن، أحد أعمدة العسكرية الأردنية في القرن العشرين، ورمز من رموز الانضباط والشجاعة والوفاء.
ينحدر الزعيم زعل ارحيل من قبيلة بني صخر، وتحديدًا من عشيرة الزبن المعروفة بتاريخها العريق ومواقفها الوطنية. التحق بالجيش العربي الأردني في أربعينيات القرن الماضي، وكان من أوائل الضباط الذين خدموا في سلاح الدروع، حيث عُرف بصلابته في الميدان، والتزامه العسكري، وقدرته القيادية التي جعلت منه مثالًا يُحتذى في كل مرحلة من مراحل خدمته.
لم يكن الزبن مجرد ضابط، بل كان أبًا للانضباط، وصوتًا للحق، ورجلًا لا يهادن في حب الوطن وقيادته الهاشمية. عرفه زملاؤه بالهيبة والهيئة والخلق، وكان محل احترام القادة والمرؤوسين على حد سواء.
وفي لفتة تقديرية لمسيرته العسكرية المشرّفة، أنعم جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، القائد الأعلى للقوات المسلحة، على الزعيم زعل ارحيل بوسام مئوية الدولة الأردنية الأولى، ليكون بذلك أحد رجالات الأردن الذين ساهموا في بناء أركان الدولة وتعزيز مسيرتها منذ نشأتها.
امتد أثره ليشمل أبناءه الذين ساروا على خطاه في خدمة الوطن عبر القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، فأنجب أربعة من الضباط: اللواء الركن فياض زعل الزبن، اللواء المهندس راكان والمرحومين العقيد فيصل والعقيد ثامر و العقيد حرس الملكي شاهر زعل ارحيل.
– رحمهم الله جميعًا – ليكون بذلك بيتًا عسكريًا بامتياز، عنوانه الوفاء والانتماء.
إن استذكارنا للزعيم زعل ارحيل الزبن اليوم ليس استدعاءً للماضي فحسب، بل هو استحضار لقيم الرجولة، والولاء، والالتزام الوطني، وهي القيم التي نحتاجها في حاضرنا ومستقبلنا، في ظل ما يشهده الأردن من تحولات سياسية وعسكرية واقتصادية.
رحم الله الزعيم زعل ارحيل الزبن، وألهمنا الوفاء لرجالات الوطن الذين قدموا العمر والجهد والدم، ليبقى الأردن حرًا، آمنًا، عزيزًا...