منذ بداية العدوان الغاشم على قطاع غزة، تصدّر الأردن المشهد الإنساني والإغاثي بكل ثقة وثبات، مقدماً مساعدات تجاوزت قيمتها مئات الملايين من الدولارات. تحركت الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، وساندتها القوات المسلحة الباسلة، عبر عشرات الإنزالات الجوية وشحنات الإغاثة التي اخترقت الحصار لتصل إلى أهلنا الصامدين في غزة.
هذا ليس منّة ولا دعاية، بل موقف قومي أصيل نابع من وجدان القيادة والشعب، الذين لم يتخلّوا يوماً عن فلسطين.
منصات مشبوهة... أهدافها أعمق من الكلمات
ورغم هذا الجهد الإنساني اللافت، ظهرت مواقع وصفحات مشبوهة تحاول النيل من الأردن، باتهامات مغرضة ومفتعلة بالتقصير والتخاذل. ولعل الأخطر، أن مصادر متقاطعة تشير إلى أن بعض هذه المنصات مرتبطة بأجهزة استخبارات معادية، وتحديداً "الموساد" الإسرائيلي، الذي يسعى إلى ضرب اللحمة الأردنية الفلسطينية، عبر نشر الفتن وتشويه الحقائق.
فتنة لن تمر
هذه الحملات لا تستهدف الأردن فقط، بل تحاول تمزيق الثقة المتبادلة بين الشعبين الأردني والفلسطيني، وخلق فجوة في واحدة من أقوى العلاقات الأخوية في المنطقة. لكنّ هذه المحاولات تصطدم بوعي شعبي راسخ يدرك حقيقة المواقف، ويميز بين النقد المشروع والتشويه المدفوع.
القيادة والشعب... جبهة واحدة
الموقف الأردني من غزة ليس موقف حكومة فحسب، بل هو صوت ملكٍ وشعبٍ موحَّد، لم يتغيّر يوماً، وظل في مقدمة المدافعين عن حقوق الفلسطينيين، في المحافل السياسية والإنسانية والعربية والدولية.
ختاماً...
الرد الحقيقي على هذه الحملات المشبوهة لن يكون بالكلمات فقط، بل بالاستمرار في أداء الواجب الأخلاقي والإنساني، وتعزيز وحدة الصف، ومكاشفة الشعوب بالحقيقة، وتعرية من يحاول زرع الشك والانقسام.
فالأردن، كما عهدناه، سيبقى سنداً لفلسطين، شوكة في خاصرة التضليل، ودرعاً منيعاً في وجه كل من يحاول العبث بتاريخ مشترك ودمٍ واحد.