أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور أسامة بن عبدالله خياط، في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم، المسلمين بتقوى الله ومراقبته والإيمان بلقائه، مؤكدًا أن ما ينزل من البلايا والمصائب على العباد هو من سنن الله الكونية التي لا مناص من وقوعها، ولا سبيل لتبديلها أو دفعها.
وأوضح فضيلته أن الناس في مواجهتهم للابتلاءات يتفاوتون، فمنهم من يجزع ويتسخط فيزداد ألمه وتتضاعف معاناته، وقد يخرج بأقواله وأفعاله عن حدود الصبر المشروع، مما يزيده إثمًا وسخطًا عند الله دون أن يغير من قدر الله شيئًا.
وأضاف الشيخ خياط أن أهل الإيمان وأولي الألباب يقفون عند المصائب موقف الصابرين الراضين، فيسلمون لأمر الله، ويكتفون بما يرضيه من القول والعمل، محتسبين الأجر، مطمئنين بما وعد الله به عباده الصابرين، مستشهدًا بقوله تعالى: (وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُون).
وبيّن فضيلته أن الصبر هو مفتاح الخير والطمأنينة، مستدلًا بقول عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: "خير عيش أدركناه في الصبر"، وذكر أن حال المؤمن كله خير، لأنه يتقلب بين الشكر في الرخاء والصبر في البلاء، في كلا الحالين يكون مأجورًا، كما جاء في الحديث النبوي الشريف: "عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير...".
وختم الشيخ الدكتور خياط خطبته بالدعاء للمسلمين بأن يُثبّتهم في أوقات البلاء، ويجعلهم من الصابرين المحتسبين، وينزل على قلوبهم السكينة والطمأنينة، ويرزقهم الإيمان الكامل بقضاء الله وقدره.