أكد أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبدالله كنعان، أن المسلمين في جميع أنحاء العالم يستقبلون شهر رمضان المبارك بقلوب خاشعة عابدة، وبعيون وضمائر حزينة متألمة لما يجري في قطاع غزة وفلسطين المحتلة من عدوان وتضييق إسرائيلي مستمر.
وقال كنعان، إن الإحتلال لا يأبه بالشرعية الدولية ولا يقيم وزناً للأخلاق الإنسانية النبيلة ولا للأعراف والعقائد الدينية، فالتسامح وحرية العبادة وإحترام الشعائر مصطلحات مفقودة يجهلها معجم الإنتهاكات الإسرائيلية.
وأضاف، إن الإحتلال الإسرائيلي كعادته، مهّد لرمضان في القدس بإجراءات ممنهجة تستهدف هوية المدينة العربية والإسلامية بفرضه قيوداً تتمثل في تحديد عدد المسموح لهم بصلاة الجمعة بـ 10 آلاف مصلٍ فقط وضمن أعمار محددة، إلى جانب ما يسمى بإجراء اختبار قياس درجة صوت الأذان، وسياسة الإقتحام اليومية من مئات المستوطنين الذين توفر لهم خدمات الإرشاد والحماية من شرطة الإحتلال، وتضييق سافر على دخول المسلمين إلى المسجد الأقصى، ووضع العقبات أمام جهود تنظيم موائد الإفطار الرمضانية.
وأكد أن اللجنة، وهي تبين للرأي العام العالمي، أن إجراءات الإحتلال وجرائمه لا تقتصر على قيوده المفروضة في رمضان، بل هي سياسة إحتلالية قائمة في جميع الأوقات، إلا أن تعرض الإحتلال لخصوصية الشهر الفضيل هو محاولة فاشلة في كسر صمود ورباط المقدسيين، وخطوات غير مشروعة لمحاولة تهويد وأسرلة وعبرنة المدينة، خاصة أن إستعراض الذاكرة التاريخية الفلسطينية والمقدسية يعكس العلاقة الوثيقة بين رمضان والقدس، بما في ذلك هبّات النضال خلاله في وجه غطرسة الإحتلال.
وأكد أن رمضان هذا العام يأتي في إطار مناخ سياسي دولي ساهم رغماً عن الإحتلال، بعودة القضية الفلسطينية كملف أساسي في الدبلوماسية والمحافل الدولية، ليصبح الإعتراف بالدولة الفلسطينية والتنديد بالعدوان الإسرائيلي ومطالبة الإحتلال بالإلتزام بالقانون الدولي وما صدر من القرارات الدولية وهو عنوان المرحلة الحالية والمستقبلية، إلا أن الأمر ما زيال يتطلب إرادة وفعالية دولية لنصرة الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن رمضان في جميع فلسطين المحتلة، بما فيه من تضييق ووحشية إسرائيلية، يقابله مشاعر عربية وإسلامية موحدة تجاه ضرورة نصرة فلسطين والقدس.
وأكد أن الأردن، شعباً وقيادةً هاشمية صاحبة الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، يرى أن رمضان هو رمز لصمود ونضال ورباط أهلنا في القدس وكل فلسطين، فتحية إجلال وإعتزاز لأهلنا في القدس وفلسطين، وتحية لأسر الشهداء والأسرى والجرحى، ولأهلنا في غزة الذين يعانون العدوان والحصار، وسيبقى الأردن على عهده في رمضان وفي كل وقت داعماً وسنداً لأهلنا في فلسطين حتى إنهاء الإحتلال ونيلهم حق تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967.