تمر الأيام وتمضي السنون، لكن الذكريات تبقى خالدة في القلوب، محفورة في الوجدان، لا تمحوها تعاقب الأيام ولا تغيرها مسارات الحياة. ففي مثل هذا اليوم من العام الماضي، ودّعنا رجلاً ليس كغيره من الرجال، رحل بجسده، لكنه بقي حاضرًا بأثره، وسيرته العطرة، ومآثره التي لن تُمحى.
الحاج محمد ذياب الجبور "أبو علي"، لم يكن مجرد أب، بل كان رمزًا للعطاء والتضحية، جبلًا من الصبر والقوة، نبعًا من الخير والكرم. كان بيته مفتوحًا للجميع، ويداه ممدودتين بالعطاء دون انتظار مقابل. رحل تاركًا وراءه إرثًا من المحبة والذكر الطيب، رحل لكن دعوات الأحبة لا تزال تبلل ثرى قبره، وذكراه تعطر المجالس التي كان يملؤها بطيب حديثه وصدق مشاعره.
عامٌ مضى، ولم يغب وجهه عن أعين من أحبوه، ولم يخفت صدى صوته في ذاكرة من عاشوا معه. لقد كان رحمه الله رجلًا لا يُنسى، وأبًا لا يعوض، وسندًا لا يُبدل. في كل موقف نستذكر حكمته، وفي كل عقبة نفتقد رأيه، وفي كل فرح نفتقد وجوده.
ما أصعب أن يكتب الابن عن والده الراحل، وما أقسى أن يتحول الحاضر إلى مجرد ذكريات، لكن العزاء أن الله اختاره إلى جواره، وهو أرحم به منا. نسأل الله أن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأن يرزقه الفردوس الأعلى، وأن يجمعنا به في مستقر رحمته.
رحم الله الحاج محمد ذياب الجبور، وأسكنه فسيح جناته، وجعل البر به مستمرًا بدعاء من أحبوه وعملٍ صالح يهدى له، وجعل ذكراه نورًا لا ينطفئ في قلوب من عرفوه.