2025-08-24 - الأحد
64 شهيدا في قطاع غزة خلال 24 ساعة nayrouz "الخيرية الهاشمية" تستقبل طائرات مساعدات إغاثية من سلوفينيا لدعم غزة nayrouz الشديفات يتفقد جاهزية المدارس مع انطلاق العام الدراسي الجديد nayrouz سفير روسيا يؤكد حرص بلاده على تعميق علاقات الصداقة مع الأردن في مختلف المجالات nayrouz الجامعة الهاشمية: تمديد فترة القبول بالبرنامج الموازي للفصل الأول nayrouz "أوقاف عجلون": 10 آلاف طالب وطالبة شاركوا بالمراكز الصيفية nayrouz مذكرة تفاهم بين الجامعة الهاشمية و"iPARK" لتعزيز الريادة والابتكار nayrouz الضمان: 15 ألف مؤمن عليه استفادوا من بدل التعطل في 6 أشهر الماضية nayrouz النجادات: المخابرات الأردنية صمّام أمان ودرع الوطن الخفي nayrouz "سارة المطر" تطلق رحلتها الفنية بمعرض تشكيلي يضم 45 لوحة nayrouz حرير وثقافة العقبة ينفذان مبادرة "لوحة الأمل" nayrouz الباشا أبو عناب.. مسيرة وطنية تتواصل في ميادين الأمن والحماية nayrouz وزير النقل يؤكد الحرص على تذليل العقبات أمام انسياب البضائع والشاحنات مع سوريا nayrouz فصل التيار الكهربائي عن مناطق بمعان غداً nayrouz بورصة عمان تغلق تداولاتها على ارتفاع nayrouz وفاة شاب أردني متأثرًا بإصابته بعد اعتداء مروّع بـ"درل" في الرقبة nayrouz رسائل الأمير المفكر... الحسن بن طلال من معان إلى عمان nayrouz وزارة العدل تنفذ 1149 عقوبة بديلة عن الحبس حتى نهاية تموز nayrouz بعد انخفاض الدولار.. إلى أين تتجه أسعار الذهب في الأيام المقبلة في مصر nayrouz "الجسر العربي" يثمن شفافية ونجاح صندوق استثمار الضمان الاجتماعي nayrouz
وفيات الأردن ليوم الأحد 24-8-2025 nayrouz رحيل مصطفى.. قصة شاب خطفه الموت مبكراً nayrouz العقيد الخوالدة يشارك في تشييع جثمان الوكيل محمد صالح الدبايبة...صور nayrouz رحيل الإعلامي إبراهيم شاهزاده قارئ نعي الملك الحسين nayrouz الزميل الإعلامي إبراهيم شاهزادة في ذمة الله nayrouz زياد حماده الزقيمي الجبور " ابو احمد " في ذمة الله nayrouz “محمد صالح الدبوبي " في ذمة الله nayrouz وفاة طارق سعد التل (أبو كرم) nayrouz وفاة الحاج مصطفى عقيل العساف الشويات "أبو أحمد" nayrouz وفاة حمد عناد الكيفي الحماد أبو بسام nayrouz وفيات الأردن اليوم السبت 23-8-2025 nayrouz وفاة الصحفي حسام الدين ابو العزائم nayrouz رحيل عاهد العطيوي.. وجع الفقد وألم الوداع nayrouz الحاج موسى عبدالله القطيفان "أبو أنور" في ذمة الله nayrouz وفيات الأردن ليوم الجمعة 22-8-2025 nayrouz وفاة العميد الركن المتقاعد عدوان أحمد سعود العدوان. nayrouz والدة النائب السابق شادي فريج في ذمة الله nayrouz والدة النائب شادي فريج في ذمة الله nayrouz "رحيل المربي الفاضل رائد المساجد محمد الزعاترة يترك حزنًا عميقًا" nayrouz الدكتور علي صالح ابو ذراع في ذمة الله nayrouz

لماذا يأتينا الغدر من أقرب الناس إلينا؟

{clean_title}
نيروز الإخبارية :

محمد بن جدو

الخذلان! أقسى أنواع الألم الذي قد يصادفنا يوماً في مسيرتنا الدنيوية. كلمة مقيتة مميتة قتلت كثيرين وهم لا يزالون على قيد الحياة، أنهت علاقات كانت مترابطة متينة لتجعلها منكسرة مهشّمة بعد أن اندسّت بين أضلاعها، لم يسلم منها إنس وقد أقول ولا جان، بالرغم من أنّي لا أملك مفاتيح الولوج لعالمهم المخفي عن الأعين لأكتشف إن كانت متوفّرة هناك في قواميسهم أم لا. إن لم تختبرها! فقد تكون كائنا أسطوريا على ما أظن. فلو سألت أي إنسان على البسيطة عن أسوء ما مرّ به لقال لك ببساطة " لقد خُذلت، ومِن أقرب الناس إليّ.
  

لماذا يخذلنا أقرب الناس إلينا يا ترى؟
بحثت كثيرا عن السبب ولم أجد خير مثال لأضربه هنا خيراً ممّا تجرّعه خير البشر محمد النبي في طريقه إلى العظمة، عليه أفضل الصلوات والسلام وعلى آله وصحبه أجمعين، إذ لا يخفى على أيّ منّا مدى حُبّ قومه له واحترامهم لشخصه كبشر، إلا أنّ حادثة نبوّته قلبت كل الموازين ليصبح فجأة منبوذا مذموما، وصار اسمه مذمّماَ بدلاً عن محمد فقط! لأنّه أراد الخير لقومه لا لنفسه، فهل يعقل أن تتغير نظرة النّاس لنا لو أنّنا اخترنا لأنفسنا أو أن الله ألهمنا فهم رسالتنا الحقيقية في هاته الحياة!

ربما كان هذا هو السبب الرئيسي إذ أنّ الأقربين ألفونا على ما نحن عليه وعند اختيارنا لشيء جديد عليهم فإن ذلك يُظهرنا وكأنّنا سنخوض غمار المجهول، فيخافون علينا من شيء جديد نحن مقبلون عليه وكردّة فعل منهم، يمتنعون عن دعمنا لخشيتهم أن نتجرّع طعم الفشل، فهذا تعبيرهم الفطري عن الحبّ. أو أنّ ذلك يَظهر لهم كشكل تهديد مباشر لمناصبهم إن كانوا أقربين لا ذا قربى، وهذا بفعل الغيرة الطبيعية الموجودة في كلّ شخص منّا.

لذا فكبرياء قريش وخوفها على المُلك وضياعه هو ما منعها من اتّباع محمد أو الاعتراف بنبوته فراحوا يعملون على تحطيمه بكل السبل لكنهم ما اسطاعوا الى ذلك سبيلا. وكذا خوف شدّاد على نفسه ممّا قد تقوله العرب لو أنّه اعترف بعبد ابنا له، وكذا خشيته على ابنه عنترة نفسه من الظهور مع الكبار والأحرار، مما لا محالة سيجعله محلّ سخرية القوم وهذا ما جعله يعزف عن الاعتراف بفروسيته وشعره أو أنّه على الأقل عبد حر من صلبه ولو كان ابن زبيبة السوداء.

ليست نهاية العالم أن يخذلك أحدهم إذاً، فأنت لست الأول ولن تكون الأخير، فإن قلت لك أنّ هذا الخذلان هو قانون كوني وضعه الله في طريقنا لنتقّوى به فقد يُهَوّن قولي هذا على نفسك وأوجاعك القليل. فلنقف على أرجلنا ولنتشجّع فالعالم لا يقف تحية للضعفاء ممن خُذلوا، وليخذلونا إذاً كما شاءوا فما دمنا لم نخذل أنفسنا، فنحن في الطريق الصحيح يا صديقي، إذ يمكننا أن نبدأ من جديد متى شئنا نحن، فلنتخلى عن كبريائنا ولنبدأ معا برسم ملامح رحلتنا بعيدا عنهم.

قد تجد من يقف معك وأنت في حضرة أقربيك، لكن القلّة ما كانت لتغلب الكثرة، فكما الغباء معدٍ فكذلك الإحباط. وذاك سيّد عبد شمس، عتبة بن ربيعة يقول في النبي صلى الله عليه وسلم رغم عداوته له: "يا معشر قريش، أطيعوني واجعلوها بي، وخلّوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه، فاعتزلوه، فو الله ليكونَنَّ لقوله الذي سمعت منه نبأٌ عظيمٌ، فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم، وإن يظهر على العرب فملكه ملككم وعِزُّه عزكم، وكنتم أسعد الناس به". كلمات حكيمة من ألذّ أعداء الدّين الإسلامي أيّام كان فتيّا، لكن إجابة قومه بكبريائهم الساخر وهم قائلون له: "سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه".

جلبت لهم نهاية كانت أليمة إذ أضحت بدر مقبرة لجثثهم وصارت مكّة سوداء مقفرة بعد أن رحلوا عنها جميعا. لا يوجد عتبة آخر في زماننا ليقول فينا ذاك الكلام، ليدعنا وشأننا، ليتركنا وما اخترنا، لكن بإمكاننا أن نكون عتبة أنفسنا، لنحملها على الوقوف بعد الانكسار والخذلان، لنخبرها أنّ الله خير معين. فإذا كان محمّد عليه الصلاة والسلام وقد أخذ تلك الحصّة الضخمة من الخذلان، فهل تنتظر أنت أو أنا ونحن أدنى منه منزلة أن نكون استثناء؟

نعم لسنا النّبي! لكنّ طموحاتنا أيضا سامية. يمكنك أن تكون عظيما مِن أجل نفسك ومِن أجل مَن دعمك ووقف معك، إن أردت النجاح فلن يوقفك أحد ولو خذلوك جميعا، يمكنك أن تتخطّى ذلك الإحساس المُر فقط لو لم تخذل نفسك فقط لا تكن مثلهم، لا تخذلها ولا تتخلّى عن احلامك لأنهم لم يقفوا معك ولم يساندوك، فإن ظننت لوهلة أن القبول من هؤلاء هو المفتاح فأنت واهم تبحث عن سراب.

ستأتي الفرصة لا محالة، إن وثقت من ذلك فستأتيك ولو بعد حين لكنها لن تكون على طبق من ذهب، إذ أنّ السعي إليها ليس هيّنا وإلاّ لكان بلغها كلّ الناس ببساطة. عندها! عدني أنّك لن تخذلهم عندما يلجؤون إليك فأنت أرقى من هذا بكثير. عاقبهم الآن بالغياب نعم، عاقبهم بصنع مجدك من العدم، ثم عاقبهم حين تصل القمّة بالصفح. أنت فقط من يرى حقيقة عالمك، هم لن يفهموك لأنهم لا يملكون كلّ الصورة، لأنهم لا يعلمون النوايا، ثق في نفسك وابتعد عنهم قدر الإمكان لكن ايّاك أن تتكبّر وتتجبر ولا تنسى أنّهم بشر يخطؤون ويصيبون مثلك تماما. أنت تملك اليوم الابتعاد والعمل بالأسباب والله يملك غدا الرزق والحساب. 
المصدر الجزيرة .