نادي أتلتيكو مدريد، نادي كرة قدم تأسس عام 1903 واستطاع تحقيق نجاحات كثيرة جعلت منه أحد أنجح الأندية في اسبانيا.
أسس نادي أتلتيكو مدريد ثلاثة طلاب من إقليم الباسك، والهدف كان من وراء ذلك استنساخ نادي أتلتيك بلباو الذي ينتمون إليه وذلك عام 1903، فجعلوا من أتلتيكو مدريد فرعاً رسمياً لبلباو في البدايات.
في عام 1904 انضم للطلاب الباسكيين مجموعة من المنشقين عن نادي ريال مدريد، لتبدأ قصة العداوة بين ريال مدريد وأتلتيكو مدريد منذ النشأة، لأن أعضاء الملكي نظروا إلى أتلتيكو كفرع منشق خارج عن الإجماع.
استمرت تبعية أتلتيكو مدريد لأتلتيك بلباو حتى عام 1921، حيث شهد ذلك العام إعلان استقلاله الكامل عن النادي الباسكي ويبدأ بمساره الرياضي الخاص، وذلك تحت تأثير خروج الطلبة المؤسسين ودخول المزيد من المدريديين على النادي، حيث كان النظر إلى إقليم الباسك آنذاك مختلفاً، فهو إقليم انفصالي.
مرت على أتلتيكو مدريد فترات جميلة وأخرى حزينة، ففاز بثنائية عام 1996 وفاز بلقب الدوري الإسباني 10 مرات آخرها عام 2014، وخاض نهائي دوري أبطال أوروبا مرتين، لكن أتلتيكو عانى من فترات سيئة أيضاً تسببت بهبوطه عدة مرات.
ومن المخطط أن ينتقل أتلتيكو مدريد عام 2016 من ملعبه الحالي فيسنتي كالديرون إلى ملعب استاديو لا بينيتا، حيث يتسع الملعب الجديد لـ 70 ألف متفرج، أي أكثر بـ 15 ألف متفرج من ملعب النادي الحالي، علماً أن أتلتيكو يلعب في الفيسنتي كالديرون منذ 1966.
ويرتدي أتلتيكو مدريد لونه الحالي المخطط الأحمر والأبيض إضافة إلى السروال (الشورت) الأزرق منذ عام 1911.
قصة أتلتيكو مدريد مع توفير الأموال وإدارتها بحكمة ليست جديدة، فهو مثلاً اختار لونه المخطط الأحمر والأبيض كانت أرخص الألوان التي يمكن إيجادها في الأسواق، نتيجة أن ذلك اللون كان التقليد السائد لألوان غطاء السرير في اسبانيا.
سيميوني الرجل الذي أعاد أتلتيكو لواجهة الإعلام:
كان تعيين المدرب الأرجنتيني دييجو سيميوني فأل خير على أتلتيكو مدريد في عام 2011، حيث قاد الفريق إلى بطولة الدوري الإسباني عام 2014، كما أنه كسر عقدة ريال مدريد التي دامت ١٤ عاماً، عندما توج بلقب كأس ملك اسبانيا عام 2013 على حسابهم بالفوز 2-1، ليوقف سلسلة مباريات طويلة ضد الفريق الملكي من دون انتصار.
عصر دييجو سيميوني مع أتلتيكو مدريد كان حافلاً بالألقاب
والإنجازات، فسحق ريال مدريد 4-0 في موسم 2014-2015، كما أنه خاض نهائي دوري أبطال أوروبا لثاني مرة في تاريخ أتلتيكو مدريد وبعد 40 عاماً من الغيباب عام 2014، لكنه خسره أمام الجار المدريدي 1-4، كما توج معهم بلقب كأس السوبر وبطولة الدوري الأوروبي مرتين.
ورغم اهتمام العديد من الأندية الأوروبية الثرية بخدمات سيميوني، فإن المدرب الأرجنتيني أعلن عن تجديد عقده مع أتلتيكو مدريد في 24-03-2015 حتى عام 2020، وهو ما اعتبر تحدياً لصناعة فريق منافس على المستوى الكروي, قبل أن يجدد عقده مجدداً حتى 2024.
نجاحات أتلتيكو مدريد في العصر الحديث تحت قيادة سيميوني كان لا بد لها من مكافأة، وكان ذلك بشراء وانج جيانلين، الملياردير الصيني ومالك مجموعة واندا العملاقة لـ 20% من أسهم النادي مطلع عام 2015، مقابل 45 مليون يورو، وذلك في خطوة دفعت جماهير أتلتيكو مدريد للتفاؤل بعصر أفضل مع مزيد من الأموال.
الاستثمار الصيني غير من شكل ملكية أتلتيكو مدريد، فأصبح هناك 52% يملكها ميجيل جيل مارين، 20% إنريكي سيريزو، و20% يملكها المستثمر الصيني، في حين تتوزع الـ 8% على مستثمرين مختلفين.
سبب تسمية أتلتيكو مدريد بالهنود الحمر غير متفق عليه.
أحد الأسباب القوية التي تقف خلف تسمية أتلتيكو مدريد بلقب الهنود الحمر يعود إلى إلى أن الفريق وخلال السبعينات من القرن الماضي أكثر من شراء لاعبي أمريكا الجنوبية، وذلك بعد أن تم السماح للأندية الإسبانية بشراء لاعبين محترفين، في حين كان خصمه ريال مدريد يقوم بشراء لاعبين أوروبيين.
أتلتيكو مدريد خلال تلك الفترة تعاقد مع عديد اللاعبين من الأرجنتين والبرازيل، ولأن سكان تلك البلاد الأصليين يعرفون بالهنود فتم إطلاق هذا اللقب على النادي.
هناك نظريات أخرى تفسر تسمية أتلتيكو مدريد بلقب الهنود الحمر، فمنها أن ملعبهم يقع على ضفة نهر مانثاناريس، ومانثاريس اسم معركة انتصر فيها الاسبان على الهنود في كولومبيا.
كما أن هناك سبب يتعلق بأن الهنود كانوا الأعداء التقليديين للإنسان الأبيض أثناء اكتشافه العالم الجديد، وبما أن أتلتيكو مدريد هو عدو ريال مدريد فهو عدو الأبيض، وعدو الفريق الذي أطلقت عليه الصحافة الفايكينج، والهنود الحمر جمعتهم علاقة عداوة كبيرة مع الفايكينج لأنهم كانوا ضمن أوائل الغازين لمناطقهم.