احتضنته امه ودموعها اختلطت بدموع ابنها فرحا بعوده سالما وبقي بين احضانها لترتوي منه شوقا ومحبة.
بهذه اللهفة استقبلت والدة احد المفرج عنهم بعفو ملكي صدر من قصور بني هاشم ومن عميدهم جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه الذي اعادة فرحه الامهات بعفوه وتسامحه واعاد للاطفال حضن ابائهم لان هذا معدنهم التسامح الصفح عند المقدرة والقوة.
لم نعهد من بني هاشم الا الرَوِية والحكمة والحلم والعفو عند المقدرة كما هو الحسين رحمه الله الذي ابتسم بوجهة من اراد بالوطن شرا واعادهم إلى حضن الوطن وخدموا بمعيته لانه صاحب القلب الكبير والاب للجميع.
الاردنييون ثمنوا هذا الصفح الملكي وهو رسالة عنوانها استقرار الأردن الذي ينعم بمنجزات الأمن والأمان بتماسك الأردنيين ويقظة نشامى القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية ما جعل الاردن عنواناً على خارطة التميّز والإنجاز في محيطٍ يموج بالصراعات والنزاعات وستبقى جبهتنا الوطنية قوية رغم كل التحديات.
فرح الشارع الاردني بهذا العفو الذي طوى صفحة ارقت الجميع خوفا على الوطن واكدوا ان مكارم الهاشميين في الصفح والعفو ممتدة منذ عهد النبوة وهي ديدن ميز حكم الهاشميين ونظامهم القائم على التسامح وتجاوز الفتن ولم الشمل ووحدة الصف.
ويرى الشارع الاردني ان مكرمة جلالته تجدد التأكيد ان النظام الهاشمي نظام تصالحي مع الوطن وابنائه يحتضنهم جميعا، والواجب يحتم علينا جميعا ان نلتف حول النظام وقيادته الشرعية نختلف من اجل الوطن ولا نختلف عليه ولا نختلف على رمزه المتمثل بجلالة الملك عبدالله الثاني.
توجيهات جلالته اليوم اعادة ثلة من ابناء الوطن بين اسرهم واهليهم حكمة لا يمتلكها الا ملوك بني هاشم قولا وفعلا وممارسة وهي في ذات الوقت صون للوحدة الوطنية ودرس يستفاد منه في كيفية التعامل مع الاحداث وتمحيص وتدقيق التصرفات والافعال تجاه اي شيء يستشف منه النيل من الوطن وزعزعة امنه واستقراره.
مر الوطن بأحداث مماثلة كما يعلم ابناء الوطن منذ عهد المغفور لهم الشريف الحسين بن علي مرورا بعهد الملك المؤسس والملك طلال والملك الحسين كانت حكمة القيادة والنظام تتجلى بأبهى صورها بالصفح والتجاوز والتسامح واعادة الابناء الى حضن الوطن، لان ثوابت الاردنيين واعتزازهم بقيادتهم الهاشمية لن تتغير ولن تتبدل راسخة رسوخ النظام الذي نلتف حوله جميعا لانه صمام امامنا وبوصلتنا نحو غد افضل.
ان جلالة الملك عبدالله الثاني بهذه المكرمة عزز فكرة القائد المتسامح والمسؤول عن الرعية يأخذ بيد المخطئ ويعيده الى حضن الوطن والنظام اللذان لم يكونا يوما نقطة خلاف او اختلاف لدى الاردنيين عامة وهي في ذات الوقت درس وقدورة في معاني التسامح والصفح الجميل الذي شكل ركيزة حكم قادة بني هاشم على مر التاريخ.
حين يذكر الاردن يذكر الهاشميين لانهم منحو هذا الوطن مكانة واحتراما عربيا وعالميا والوقوف إلى جانبهم واجب لنعبر بهذا الوطن بر الامان وطنا يليق بكل اردني حر وهذا يتطلب من قائد المسيرة ان يتخذ قرارات مصيرية نحتاجها في انطلاقة المئويه الثانية للدولة الاردنية وسماع صوت ابناء الوطن لان خوفهم على الوطن وقيادته يعادل خوفهم على انفسهم.
خطوات الاصلاخ ذكرها جلالة الملك في رسائله ووجه كل حكومة إلى دورها الحقيقي في خدمة الشعب والسهر على راحته.
طريق بناء الوطن وخدمته طريق يجب ان يسير به الجميع.