ايام عصيبة تعصف بالوطن طالت زوابعها البيت الهاشمي، ظهرت خلالها خفافيش الظلام وخيطت حوله خيوط الفتنة فأصبح الوطن رقعة خصبة لأصحاب الأجندات السوداء الظلالية مكراً وكيدا ، الكل قال كلمته حقاً او باطلاً ، المنافقون كعادتهم ولتسيدهم مراكز القوى وصنع القرار
والمتنفعون من ذلك أيما انتفاع سارعوا لإشعال الفتنة فتجاوزوا كل حدود الأدب مع أحد امرائنا من ابناء مليكنا المحبوب طيب الله ثراه ابي مليكنا المفدي عبدالله حفظ الله عرشه ومُلكه ، نار أُشعلت فتناثر رمادها على كل شبر من أرض الوطن ، الكل ادلى بدلوه إلا ركائز الوطن الذين كنّا نظنهم بيت الحكمة وإصلاح ذوي القربى وذات البين ، اين اختفى شيوخ العشائر في هذا الوقت العصيب ، بينما نجدهم يتسابقون ويتزاحمون في ديوان الملك وعبيهم تتهفهف وتتمايل مع نسمات هواء اجهزة التبريد في الولائم وأيام العيد؟ لماذا هذا الغياب والتمترس على مدرجات المتفرجين ؟ هل ما يحدث لا يعنيكم؟ الا يستحق الخلاف في بيت الحكم التحرك لإصلاح ذات البين في أسرة الحسين طيب الله ثراه ؟ اذا ما انصفتم وفزعتم وانتصرتم للوطن اليوم وفي هذه المحنة فمتى يا ترى تتحرك وتهتز شوارب الرجال ؟ إنَّ ما يحدث خطر داهم إن لم نتمنع بالحكمة واللحمة ضعنا وضاع الوطن ! تشرذمكم وتقوقعكم امام شاشات التفاز لترقب الأخبار ليس من إرث الأباء والأجداد الذين كانوا دوما خير عون للملك في الملمات يسدون بالنصيحة ويلتفون حول الوطن لرد كل خطر !
ليست المشيخة فقط لنيل الأعطيات وحضور الحفلات إنما المشيخة في النوازل والملمات لتكون سنداً للأمة وركيزة للإستقرار وبسط الأمن في المجتمع .
لماذا تخلون الساحة للمتسلقين على جدار الوطن ؟ لماذا كل هذا الصمت على لصوص يسطون على أمن الوطن وضح النهار بسلاح وصفه الله في كتابه بأنه اشد واكبر من القتل
ايها الاردنيون ، الوطن تحاك به المكائد والفتن فلمن تتركوا وطنكم ؟! اين فزعة الرجال ؟ اين الشيوخ مما يجري ؟ لماذا لا تبادروا بالوساطة وحل الخلافات بين ابناء الحسين وسليلي الدوحة الهاشمية؟
انترك الوطن لمغردين خارج السرب ؟ ام نتركه لأعداء الداخل الذين بغوا في الارض واكثروا فيها الفساد وقضوا على كل نافع فيها ؟
لا عذر لكم اليوم ان تتخلوا عن الوطن في محنته ! اليوم إما ان تكونوا شيوخا او رعاة خلف غنمكم وحماة لنسائكم وعجيانكم .
إنّ الآمال معقودة عليكم فلا تخذلونا وتخذلوا الوطن !
حمى الله الوطن واطفأ نار الفتنة المشتعلة بين اهله وسادته !