بالخير بدأت وبالخير مضت مسيرة قائد ومعلم، وملك وإنسان، هو حبيب الجيش والأمن، رفيق السلاح والميدان، صاحب الشرف الرفيع، القادم من جذور الأرض ومن عبق العروبة، جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، عميد آل هاشم، وحامل لواء الحق المدافع عن الأوطان.
وإن كان لنا أن نتحدث في يوم ميلاده، فلن نفيه حقه ولو سطرنا من الكلمات أبلغها، ومن العبارات أجزلها، إنما هي شهادة على فلسفة هاشمية راسخة الجذور، عززها جلالته ببذله وعطائه، لبناء المستقبل وإعلاء الحق والبنيان، وقيم ومبادئ ما حاد عنها في مسيرة الدفاع عن الأمة وقضاياها في كل المحافل، وكل المواقف والأزمان.
القائد الذي أثبتت لنا الأيام نفاذ بصيرته، وعميق درايته بمكنونات التقدم، وأسباب الأمن والاستقرار، فخط لنا من فكره الهاشمي، ملامح دولة جامعة لأبنائها، ذات هوية عربية متصلة بأمتها، آمنة قادرة على إنفاذ قيمها، في إطار من المساواة واحترام الإنسان، نستشرف من خلالها مبادئ سامية، قامت من أجلها النهضة العربية الكبرى تحت لواء آل هاشم الأطهار، وتأسس على إرثها وطن مضى من عمره مائة عام، ما لان فيهن ولا استكان، ولا باع ولا استهان، وما كان في يوم إلا موطناً للحق هاشمياً عروبياً سباقاً إلى الخير، ما سالت الدماء في ساحاته، ولا انعدم الأمن في أرجائه، عصيّا على العدى، منيعاً لم تزده الأيام إلا صلابة وتماسكاً وإقدام.
ومن هنا جاءت التوجيهات والرؤى الملكية الحكيمة، بتعزيز وتطوير مديرية الأمن العام، ضمن فلسفة أمنية وإنسانية مواكبة لضرورات المجتمع، واعية لما يحيط بنا من متغيرات، وهي القوة التي سنعمل بإذن الله وبتوجيهات جلالته ودعمه الموصول، على النهوض بقدراتها، وتوظيف طاقاتها، لنعبر عن حبنا الصادق، وولائنا المطلق من خلال العمل والجد والاجتهاد.
وهو العهد منا، بأن نبقى الرجال الأوفياء، المحافظين على أمن الوطن وكبريائه، العاملين على إنفاذ القانون وضمان سيادته، بنزاهة، وشفافية، وعدالة، ومساواة، متحلين بأخلاق القوة، ومتسلحين بقوة الأخلاق، واضعين نصب أعيننا توجيهات جلالة القائد الأعلى دستور عمل، وميثاق شرف، لا نحيد عنهما أبداً، مستبشرين برؤيته الثاقبة، وبنهجه الأمين، ملتفين من حوله لمزيد من الإنجاز والعطاء، سائلين المولى – عز وجل – أن يمد في عمر جلالته، ويمتعه بموفور الصحة والعافية، وأن يبقيه ذخراً وسنداً للوطن والأمة.