نقول بأن الرجال الحقيقيون الحكماء والنبلاء والكرماء لا ينتظرون عُمرا مُعيّناً حتى يُصبحوا رجالًا كبار يشار إليهم بالبنان ، إنَّما تلدهم أمهاتهم رِجالاً وقادة، قادة بأفعالهم المميزة ونضوجهم الفكري العميق الذي يُدلل عليهم بأنهم كبروا ليس بعدد السنين وإنما كبروا بالمواقف العظيمة التي أنجزوها في مواقع المسؤولية التي إعتلوا منصاتها فكبرت وتمددت مواقع المسؤولية السيادية بفرسانها من أهل الأرث الحضاري والعشائري أمثال دولة فيصل الفايز... نقول ذلك بعدما أشعل فينا دولتة الحماس في الدفاع مواقف أبناء العشائر الأردنية ومبادئهم النابعة من قيم الولاء والانتماء لدولة الأردنية المتميزة بإنجازاتها على الخارطة السياسية والدولية بفضل حكمة قيادتها الرشيدة التي عملت وأنجزت وأبدعت وأحسنت الأداء في بناء دولة عميقة لها أثر في بناء الحضارة الإنسانية..
ما دفعني أن أكتب ذلك هو ما أبهرنا به حديث دولة الشيخ دولة فيصل الفايز الذي تربى في مجالس العظماء من الشيوخ فأتقن وأبدع في تعلم القيم العشائرية وأصبحت غذاه الفكري والثقافي الذي ينطلق منه في الاستشهاد بقيم الآباء والأجداد الذين بنوا حضارة متكاملة الأطراف في وطننا الحبيب، ذلك البوح الحكيم عن مواقف أبناء الوطن وقيمة الحضارية التي يشار اليها بالبنان .
فبعد اطلاعنا على مضمون وفحوى حديث دولة الشيخ الأستاذ فيصل الفايز فيما يتعلق بعدم تأييد دولته بسحب السلاح من الأردنيين الذين ولد السلاح معهم ومع ثقافتهم وقيمهم وأصبح آحد المواريث الثقافية والاجتماعية لديهم، وحمل السلاح لدى الأردنيين يعتبر من قيم التباهي والتفاخر بحملة والتغني به وجزء من بناء الشخصية الأردنية ، كما هي الحرائر من النساء يطيب لهن التباهي والتفاخر بلبس الحلي والمجوهرات النفيسة...ولم يكن حمل السلاح يوماً من الأيام يحمل ضد الدولة إطلاقاً لأن منسوب مستوى الانتماء والولاء للوطن مرتفع جدآ في الجينات الأردنية لا تعرف إلا شيء وأحد هو كيف نبني الوطن ونحمي ترابه وقيادته الهاشمية.. فهذا السلاح للكرامة وتعزيز قيم الإنتماء والولاء ايمانا من الأردنيين بأن الأيدي المرتعشة لا تبني أوطاننا وإنما بالسلاح والقلم معا ...ولم يكن هذا السلاح إلا للدفاع عن حمى الوطن لتبقى شمس الوطن مشرقة عالية القدر والمكانة الرفيعة، عالية الراية البيضاء... فالتاريخ شاهد على عظمة إنجازات الأردنيين عندما يناديهم الوطن يقدموا الأرواح رخيصة فداءا لذرة آمال واحدة من رمال هذا الوطن الغالي وما معركة الكرامة الخالدة إلا شاهد على روعة وبطولات أبناء العشائر الذين كانوا جدار صد وحصن منيع لتراب الوطن.. هكذا يُحمل السلاح للدفاع عن الكرامة... كرامة المواطن والوطن.. نعم الأردنيين كلهم جيش عندما يناديهم الوطن يتنافسون على نيل الشهادة لتبقى شمسهُ مشرقة ورأيته عالية...
وما هذا الحديث الموزون الذي أطل به فارس الكلمة والمواقف والمبادئ الذي لم نعرف يوماً من الأيام لهذا الفارس إلا المدافع الشرس عن حقوق الوطن وقضاياه الوطنية والقومية..
ونحن بدورنا نقف وراء هذا الحكيم ونشد على أيدي دولة الشيخ فيصل الفايز أحد أوتاد هذا الوطن الصلابة والمتينه العميقة في الأرض مستمدة قوتها من قوة مبادئه وايمانه بأن الأوطان لا يحميها الا أبنائها البارين بها... نعم نقول
بأن هذا السلاح يصعب سحبة وأنه وجد لدفاع عن شرف الوطن وكرامتة الذي هو من شرف الأردنيين وقيادته الهاشمية العامرة.. هذا السلاح لا يثور إلا على أعداء الوطن أما على أبنائه فهو من المحرمات والمقدسات التي يتحنبها أبنائه الأوفياء له... فالأبناء البارين الذين تربوا في أكناف هذا الحمى لا يمكن أن يغدروا به برهم بالوطن كبر الأبناء بالأباء هكذا تعلمنا من مدارس الهاشميين الأبرار الأوفياء والشرفاء للأوطان ومنها المقدسات التي هي عنوان رسائلهم الإنسانية...
دولة فيصل الفايز أحد أطباء الأمة الذي يعرف أوجاعها وأطباء الأمة هم قادتها ومفكريها وعلمائها القادرين على تشخيص مكامن الداء ووصف الدواء له بدقة لأنه خير من يعرف طبائع الأقوام وخصائص الأمم ومميزات الناس...
دولة فيصل الفايز فقيه عصره، ولدية رؤية استشرافية فائقة الدقة في التحليل والتقويم والوصف...فعندما يتحدث الكبار والحكماء والنبلاء ورجال السيادة وأهل الرأي تولد الحكمة والموعظة المقدسة التي تُحترم وتقدر لأنها نابعة من فقهاء عصرنا أمثال دولة الشيخ فيصل الفايز.
سلم قلمك وفكرك وعظم شأنك دولة شيخنا فيصل الفايز على هذا البوح الذي لقي القبول والترحاب لدى العشائر الأردنية...
حمى الله الأردن وأهله وقيادته الهاشمية العامرة من كل مكروه تحت ظل رأية سيدنا جلالة الملك عبدالله الثاني إبن الحسين المعظم أعز الله ملكة ورعاه.