بقلم: اللواء الركن المتقاعد الدكتور صالح لافي المعايطه
سيدي أيها الجنرال الراحل خالد باشا الصرايرة / أبا مهند........
* سلام أردني.. سلام كركي غايته المحبة والوفاء لك ولمن سبقوك إلى الرفيق الأعلى من جنرالات الوطن /جنرالات الجيش العربي... من الجنرال سمو الأمير زيد بن شاكر ، والجنرال الشريف ناصر بن جميل والجنرال حابس المجالي، والحنرال فتحي أبوطالب ، والجنرال عبدالحافظ الكعابنة، والجنرال قاسم المعايطة، والجنرال مشهور حديثة، والجنرال عطالله غاصب والحنرال خالد هجهوج والجنرال تحسين شردم والجنرال محمد الرقاد.. والقائمة تطول.... فأنتم من كتبوا تاريخ الاردن بفوهات بنادقهم واسندوا أسوار الأرض باجسادهم...وانتم من دحرتم وقهرتم جيش الاحتلال الإسرائيلي في معركة الكرامة وانتم من قاتلتم على أسوار القدس وعلى روابي هضبة الجولان.... وانتم من حافظتم على هوية الدولة الاردنية في احداث ايلول الأسود عام 1970....كنتم تقاتلون وانتم تبتسمون لأن هدفكم هو أحدى الحسنيين " النصر أو الشهادة "...
* سيدي أبا مهند.. اسمك خالد وسيبقى خالد في القلوب والوجدان ...لانك جنرال الأخلاق والإنسانية والعمل بصمت... قبل أن تكون جنرالا الميادين والصحراء والمناطق العسكرية.....رحلت عنا كعادتك وانت في قمة العطاء والشموخ... رحلت واقفا كاشجار مؤتة والمزار ...شامخا كشموخ قلعة الكرك وجبال مؤاب وشيحان....رحلت مبتسما كفارس أردني كركي أصيل .... رحلت وانت تعمل وتوصي بالمحافظة على معنويات القوات المسلحة ودعمها لأنها هي الردع والدرع والحامي لمكتسبات الوطن ....
* كان الشرف ان عرفتك منذ تسلمك قائد كتيبة وقائد لواء وآمرا لكلية العلوم العسكرية ورئيس أركان للمنطقة الشمالية العسكرية وقائدا للمنطقة العسكرية الوسطى ومفتشا عاما ونائبا لرئيس هيئة الأركان المشتركة وصولا للمنصب الرفيع وهو رئيس هيئة الأركان المشتركة لمدة تزيد عن 8 سنوات بثقة ملكية سامية واحترام وتقدير شعبى مميز ....فكل محطة من هذه المحطات تحتاج إلى كتب ومجلدات.....
* ساتوقف عند محطتين من محطات انجازاتك عند توليك رئاسة أركان القوات المسلحة،المحطة الاولى تتمثل في قرارك الإنساني الشحاع بمراجعة ملف قروض الإسكان في القوات المسلحة حيث كان لا يحصل الضابط على قرض الإسكان العسكري إلا بعد تقاعده بسنوات وهو في رتبة عميد وهو في خريف العمر وكان يسمى" إسكان الورثة" وفي زمنك تمكن العقيد والمقدم أن يحصلا على قرض الإسكان العسكري وهما في الخدمة...بدون اي شروط ... ونفس الشيء انطبق على القروض الإسكانية لضباط الصف والأفراد...وهذا ساعد على تنشيط حركة التنمية والبناء ورفع معنويات منتسبي القوات المسلحة.. والمحطة الثانية وهي الإعفاء الجمركي للضباط ... وهذا كله سيكون في ميزان حسناتك يا أبا مهند ان شالله .
* كنا في حضرتك في اجتماعات القيادة العامة نسمعك جيدا عندما تصمت ، من خلال الدلالات والمضامين الاستراتيجية، وهذه قمة القيادة الكاريزمية الناجحة... حينها نحس بالعظمة والفخر "لأن العظيم بحق وهو من يشعر الذين بحضرته انهم عظماء" ، وكنت دائما تركز على سلامة الجبهة الداخلية ومعنويات القوات وترجمة توجيهات جلالة الملك القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله ورعاه إلى أفعال وإجراءات على الأرض.
سيدي أبا مهند ....
- كنت تقف على تفاصيل حياة منتسبي القوات المسلحة في كل المجالات وأهمها مجالات التدريب والنقل الإداري. وكنت قريبا جدا من المستيقضون على الثغور لأنك صاحب عنفوان وعزيمة وصفحة بيضاء في العطاء والسخاء....وحس وانتماء وطني منقطع النظير، وولاء للقيادة الهاشمية التي هي "أغلى ما لنا واعز ما فينا" .
* ختاما اقول رحلت يا أبا مهند طاهرا نقيا ..لكن الحزن عليك لن يرحل عنا... وعزاؤنا هو فيما استخلفت من نسلك الأطهار....وليبقى مهند....مهندا للخير حاملا للرسالة والامانة مع إخوته ليكونوا الامتداد الصالح الطيب لرجل وطن طيب ومخلص يجود بكل شيء إلا تراب الوطن الأنقى والاطهر....لأن الأردنيون أثبتوا للدنيا أن "الثرى أغلى من الثريا"..