لم تكن هذه المرة هي المرة الأولى التي أحاول فيها أن أكتب عن قائد عملاق من عمالقة الاردن ودرع صلب من دروع الوطن لقد حاولت مرات ومرات أن أكتب خواطر على معظم الصفحات التي صنعها هذا الرجل بأفعاله لكنني كنت أشعر بأني لست في مقام الكتابة عن شخص أعطى الوطن أغلى ما يملك ووقف إلى جانب الحق كالطود الشامخ الذي لا تزيده الأيام إلا ثباتا ورسوخا لكن هذه المرة أبى قلمي إلا أن يغامر بما تجود به ذاكرته ليخوض بحراً من بحار الشجاعة ويكتب عن عملاق من عمالقة الوطن ومدير بحجم وطن وعلم من أعلام الاردن الشامخة ليكتب عن الرمز الحكيم وعسكري بعقلية سياسي عن مناضل جسور ووطني غيور عرفته الاردن حكيماً سديد الرأي موفق المشورة.
لعلكم عرفتموه جيداً، شخصية عرفها القاصي والداني شخصية مستقلة بذاتها، شخصية هي عصارة ناضجة من تجارب الحياة ودرع من دروع الوطن لا تزيدها الأيام إلا صلابة في الموقف وإخلاصاً لوطنه لم يتاجر في قضاياه يوماً من الأيام شخص تمنحه الأيام مع بزوغ كل فجر جديد شهادة وفاء ووثيقة عرفان وتضع على صدره وسام شرف لمواقفه التي لا ينكرها إلا جاحد أو صاحب حقد بعينيه رمد لا يرى إلا ما يوافق هواه ويخدم مصالحه.
صاحب السطور المقصود هو رمز المحبه وقائد الامن والاستقرار اللواء الركن/ حسين الحواتمة حفظه الله وادامه لهذا الوطن المعطاء ذلك الباشا المناضل الذي سيظل سيمفونية فخر يعزف عليها كل الاردنيين الشرفاء ومرجعية عليا للحق والصلح والسداد وحامي الحمى ودرع الوطن الواقي من كل متربص ومتاجر إنه ذلك الشخص الذي يدور مع مصلحة الوطن أينما دارت ولا ينحني ولا ينكسرامام كل المتغيرات التي لاتخدم الوطن، بل يعرفه الجميع بمواقفه البطوليه والرجوليه والانسانية والوطنية في كل النواحي،عرف هذا القائد الهمام الضرغام بالحنكه والحكمة والتوازن والوسطية في جميع توجهاته كانت لاتخدم الا مصالح الوطن والمواطنين فقط، ولا غرو في ذلك فتغليب مصالحة الوطن على مصالح الأشخاص وتقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة سمةٌ تعلمها الباشا من بدايتة من مدرسة الجندية التي تعلم فيها الكثير والكثير
ليس بغريب أن نقول أن للباشا/ حسين الحواتمة أكبر من كل المشككين والمغرضين وأنه ثابت من ثوابت الأمن والاستقرار في الاردن وأنه صاحب المواقف الوطنية التي لا تحصى
إنه بالفعل رجل من زمن فريد من زمن الشخصيات الكبيرة التي يشعر معها المرء بالأصالة والقيم والمبادئ الإنسانية إنه أخ وأب وقائد إنه بالفعل شخصية اردنية عظيمة فريدة ونادرة في الدوله والقبيله.
وإن أهم مايميز هذا القائد العظيم أنه رجل لا يفرط بالثوابت الوطنية, وانه شخص استطاع أن يشق طريقه في مختلف الظروف السياسية وأن يبحر ويتخطى الأمواج والعواصف, وقد تظل الكلمات التي تكتب نفسها عنه حائرة وعاجزة عن أن تخوض بحر شجاعته وتغوص أعماقه لتستخرج منه درة ثمينة المقال يُلخص بها هذا الرجل بأقل وصف وأبلغ تعبير وأصدق عبارة.
الرجل الذي عرفه كل اردني مناصراً ومؤيداً للحق دوماً لا يعرف علو منزلته وشرف نضاله, وسعة حكمته، وحسن تصرفه إلا من قرأ صفحات مسيرته, وتتبع حياته النضالية ويكفي ان يقف المرء أمام الأحداث الأخيرة في الاردن ليتبين له كم هو الرجل محباً لوطنه
ليس المقام ولا الموقف مقام استعراض لكل مواقفه الرجوليه والنضالية النبيلة تجاه الوطن فهي أكبر من أن يكتب عنها شخص مثلي وهي أوسع أن تتسع لها مجلدات ناهيك عن كتاب لأن الحديث عن مواقف رجل وقائد انسان بحجم وطن يعني الحديث عن وطن عاصر قائد ورمز المحبه والسلام كل أحداثه فمسيرة الباشا صفحات مفتوحة لا تقيدها الأحرف والسطور والذي يرى أن حياة قائد عسكري بحجمه ومسيرة نضاله الوطني تستوعبها الأسطر وتنطق بها الأحرف فهو كالتائه في الصحراء كلما قطع فيافيها للخروج منها زاد تيهاً في طريقه وزادت هي اتساع أمامه.
أهلاً أيها الممتطي صهوة العز يامن لا تحب العيش إلا في معالي العزة ودهاليز الكرامة بعيداً عن بريق المجاملات وضوضاء المدائح يامن تحب المساكين وتحنوا اليهم وتتألم لجندك وكأنك أب لواحد منهم، أهلاً بقائد الامن والاستقرار أيها القائد- كما عهدناك رجل المرحلة وقائد تاريخي تبرز عند كل منعطف كمنقذ من الانزلاق الذي يراد له من قبل أعدائه لقد جئت في الوقت المناسب والتحديد المناسب الذي لاشك إنكم من حددتموه في ساعة من الساعات الحاسمة . لقد مثلت أيها القائد العظيم والبطل الاصيل. نرسم على ملامحه عهد جديد لا مجال فيه للظلم ولا موقع فيه للعاثبين بأمن الوطن ولا تهاون فيه مع المقصرين يامن نستنشق فيه نسائم الخير ورياحين السلام,
لقد عرفناك رجلاً تحب الصدارة, صدارة الخير والمحبة والعطاء والتضحية والبذل والفداء من أجل هذا الوطن الذي يستحق منا الكثير
قد يقرأ مقالي هذا فقير معرفة, شحيح إطلاع, مفلس من مواكبة التاريخ, فيظن أنني بالغت في المدح, وأطريت في الثناء, وابتعدت عن جوهر الحقيقة, فأقول له ليس هذا ولا ذاك أردت, لكن إيماني بفضيلة الإنصاف جعلني أكتب هذا, وأشعر معه أيضاً بالتقصير في حق بطل من أبطال الاردن, وما أوردته فيه ما هو إلا قطرة من مطره, وفيض من غيض, وقليل من كثير, والتاريخ خير منصف لمن أراد أن يمسك بزمام الحقيقة, ويغوص في أعماق المعرفة..