أود أن أقول بأنه تُسجن الطيور بذنب جمالها وعذب اصواتها فهل من يفهم تغريدة حزنها...وتحترق الشموع بجرم اخلاصها ووفائها فهل يوجد من يواسي دموعها...وتقطف الزهور لجمال عطرها وفتنة جمالها فهل يوجد من يتقبل أشواكها.؟
هكذا هي القلوب الطيبه تعطي كل الاشياء بدون مقابل .
فهي بطبيعتها يتواجد داخلها الإحساس وتشعر بألم وأحزان غيرها ويؤلمها أن تراهم يعانون. لذلك تشاركهم هذه المشاعر وكأنها هي من تعاني هذه الآلام. وتبكي ويحزن وتدمع عيونها....أصحاب هذه القلوب هم الذين يحملون هم الأمة ويسعون لتجميل صورتها واعطاؤها رونقاً يليق بها من خلال نشر ثقافتها وثوابتها الدينية والأخلاقية والإنسانية لكي تبقي أمه يشار اليها بالبنان لعظمة إنجازاتها....فأنتم بحق من الجنود الذين يعملون بصمت لإعلاء شأن الوطن وثقافته بفكركم العميق الناضج الذي يُعلمنا بأن الأوطان لا تحمى فقط بالجيوش وإنما تحمى أيضا بالفكر الناضج السوي الذي يهذب ويعلم ويطور، فالأمم ترتقي بعلمها وثقافتها وبرجالها الشرفاء الأتقياء...فقد تعلمنا من مدرستكم الإنتماء والولاء للوطن...فمنهجكم وتصرفاتكم في التعامل مع الناس هي التي رسمت لكم في قلوب العباد مكانه مرموقة.. وأعطت للوفاء صفه ومعنى وعلامة تدل على آثاركم ومآثركم الإنسانية النبيلة التي أسعدتنا في كل المواقف . فأنتم شيوخا بأخلاقكم ومكارمكم وأدبكم الجم ، فالسعادة عندنا لها نصيب من معرفتكم والقرب منكم، وتاريخكم في إسعادنا لأننا تعلمنا المنهج والرؤية والحكمة من قرأت سيرتكم العطرة !! . نعم تعجز الكلمات والعبارات أن تصور مأثركم وطيب معدنكم وعلو وسمو مكانتكم الإنسانية ونضوج ثقافتكم وفكركم الموزون فستحقيتم زوايا خاصة في قلوبنا تنبض بحبكم وتبجيلكم تقديراً لسمو أخلاقكم العظيمة.... فقرأت سيرتكم العطرة فيها الكثير من معاني القدوة التي نستضيء بها لإضاءة عتمتنا وبصيرتنا وبوابة نجاة للوصول إلى الشواطئ الآمنة لتحقيق أهدافنا.