حريةُ التعبيرِ التي يتشدقونَ بها محض افتراءٍ وضربٌ من الإنتقائية البغيضةِ التي تُمارسُ فقطْ ضد الرسولِ مُحمد صلَّ الله عليهِ وسلَّم وتجاهَ الإسلام الذي لم يأتِ إلا بكلِ ما هو سليمٌ وعظيمٌ وقويمْ، وكان وما زال أبعد ما يكون عن التطرف وضد كل ما يُؤذي البشر وحقوقهم ويهدد حياتهم وإنسانيتهم، وما كان السماح بإهانةِ نبيٍّ من أنبياءِ اللهِ ورُسلهِ عبر رسومٍ أو مقالاتٍ ساخرةٍ حاقدةٍ إلا مثالاً على تلكَ الإنتقائيةِ الرجعيةِ تحت مظلة الحُريةِ والديمقراطيةِ، وهذا واضحٌ في قوانينهم الصارمةِ تجاه حريةِ التعبيرِ التي تستهدفُ اليهودَ أو تجاهَ كل من يشككُ في "الهولوكوست"، أو كل من يتحدث بما يخص "السامية".. ولم نجد ردة فِعلٍ عنيفةٍ من الرئيسِ الفرنسي تجاه ما حدث في مساجدِ الله من قتلٍ وإرهابٍ وتدمير، وما يتعرض له المسلمون اليومَ في بلادِه بأوامِرهِ من إنتهاكٍ صارخٍ لحريتهمْ وإنسانيتهمْ والزَّجِ بِهم في زنزانة العِقاب الجماعي على أمرٍ لم يرتكبوهُ؛ كما وجدناهُ في ردةِ فعلهِ الوضيعةِ بالسبِ والشتم والتحقيرِ على الإسلام عامةً وأتباعِهِ خاصةً، كاستجابةٍ حاقِدة وبعيدةٍ عن المنطِقِ لما حدث مؤخراً للأستاذ الذي يُحسبُ بأفعالِهِ وتحريضاتِهِ ورسوماتِهِ على أصحاب المعتقد المُتطرف الذي لايمتُّ لأيٍّ من الديانات السماوية بِصلة تُذكر، وهذا بالطبعِ لا يُبرر قتلهُ بهذهِ الطريقةِ البشِعة.
ماكرون الذي يدّعي كذِباً أنّه يُفرِّق بين الإسلام المُعتدلْ والإسلامِ المُتطرّف.. يُعادي الاثنين معاً ويساوي بين الغالبيةِ العُظمى من المسلمينَ المعتدلينْ وبين شرذمةٍ قليلةٍ من المُتطرفين، ويتبنّى سِياسة صناعة الخوف والرعب من الإسلام والمسلمين عامةً، والاستِثمار الانتخابي في ظاهرة "الإسلاموفوبيا” المزعومةِ والمُنتشرة حاليًّا في أوروبا والعالم الغربي عُمومًا، عاملاً على تسخيرها لأسبابٍ انتخابيّةٍ بَحتَةٍ بعد تراجعِ شعبيتِهِ مُقابل اليمينِ المُتطرِّف واليمينِ اللذانِ تتصاعد شعبيّتهما وحظوظهما في الفوزِ في أوساط الرأي العامِ الفرنسيِّ هذه الأيّام.. وهو نفسهُ ماكرون التَّواق لحِقبةِ الإستعمارِ البغيض عبر تقديم نفسهِ للبنان واللبنانيين كمندوبٍ سامٍ وكوصيٍّ على دولةٍ عاثَ بِها الإستعمار الفرنسيٍ دماراً وخراباً فيما مضى، ومارس ضدها وضد الرجال والنساء فيها وفي تونسَ والجزائِرَ أعتى أنواع الظُلم والإستبداد والإرهاب.
الله جلَّ جلالهُ هو ربُ محمدٍ وعيسى وموسى وجميعِ الأنبياءِ عليهم السلامْ، وهو القادر على رد الظُلم والإفتراء عنهم، وما "مكرون ونتنياهو وترامب" وغيرهم من دُعاة التناقض والحروب والقتل والتلاعب بالعالم وبالأديانِ وتسخيرها خدمةً لمصالحهم وأهوائِهم؛ إلا أعداءَ لربِّ العالمينَ ولرُسله، وسيعلمُ الذين ظلموا أيَّ مُنقلبٍ ينقلبون.