يعتبر العمل الاجتماعي واحدا من افضل المسارات الملائمة لتقديم خدمات للتضامن الانساني، ليس للعوائد التي يمكن ان يجنيها القائمون عليه وهي ليست مادية كما يمكن تحصيلها عبر المسار الاقتصادي، او للفوائد التي يمكن تحقيقها عبر جني مكتسبات للنفوذ كما في المسار السياسي، هذا لان طبيعة العمل الاجتماعي تقوم على تقديم المنافع من اجل المبادىء والقيم وبهدف اغناء الوازع او الدفع بحافز قيمي، كما ان القائمين على هذا المسار يعملون ضمن مفردات العمل الطوعي والعمل الجماعي خدمة للعمل الخيري، لذا كان العمل الاجتماعي غالبا ما يستند للبناء القيمي الاستراتيجي على حساب المكتسبات الانية المنفعية.
ولان العمل الاجتماعي عمل مرحب فيه في كل المجتمعات لذا كان هذا العمل المدخل الصحيح الذي يحقق فوائد للعمل السياسي وشراكات للعمل الاقتصادي بين المجتمعات، من هنا كان العمل الاجتماعي احد اهم الروافع الضرورية التي تعزز مناخات العمل المشترك بين المجتمعات و تسند اليه ابواب تطوير العلاقات الدبلوماسية بين البلدان، من هنا تبرز اهمية العمل الاجتماعي ليس فقط باعتباره يستهدف الفئات المحرومة او المنسية او الغير قادرة في المجتمعات، لكن لان العمل الاجتماعي قادر على تعزيز مناخات ايجابية بين المجتمعات ويمتلك ادوات تطويرها.
وفي المؤتمر الاول للعمل الاجتماعي الذي احتضنته سلطنة عمان مؤخرا برعاية كريمة من صاحبة السمو الدكتورة بسمة بيت فخري ال سعيد، وبمشاركة الاميرة هند بنت عبد الرحمن من السعودية، والدكتور حازم قشوع من الاردن والشيخ نايف بن احمد الشنفري من عمان، ومن الكويت المستشار ابراهيم بوير، ومن مصر اللواء فتحي العفيفي، ورحمة البحيري من تونس وعمار فاضل، اكد المشاركون على اهمية العمل المشترك خصوصا في ظل مناخات كورونا التي اثقلت ظلالها على الواقع الصحي والتعليمي والمعيشي بالاضافة لحالة الركود الاقتصادي التي تخيم على المشهد العام، وهذا ما بات بحاجة الى تضافر الجهود الشعبية لتكون منسجمة مع المجهودات الرسمية بما تحقق درجة استقامة لمنحنى المشهد العام الذي اثقلته اجواء كورونا ومخلفاتها كما اثقلت مسيرته وجعلت عناوين التنمية في المجتمعات تنمو بطيئة، وهذا ما يجعل ميزان الحركة بحاجة الى جهود مضاعفة تسهم في دعم مسارات التنمية عبر تخفيف الضغط عن الجوانب الاجتماعية من تخفيف الضغط عن المسارات الاقتصادية والتنموية.
والسلطنة التي وجهت الدعوة لعقد مؤتمر يعنى بتفعيل العمل الاجتماعي المشترك وتفعيل الياته في ظل وباء كورونا، فلقد اكدت على لسان صاحبة السمو الدكتورة بسمة بنت فخري ال سعيد الموقرة، اهمية دعم كل الجهود لتعزيز المسارات الاجتماعية لتكون في خدمة المسارات السياسية والاقتصادية وبما يحقق للنظام العربي دوره ويعزز رسالته في خدمة الانسانية ومجهوداتها وفي اغناء العمل الاجتماعي المشترك ليكون في خدمة الانسان والانسانية.