صحفية وباحثة أكاديمية في قضايا حوار الحضارات والأديان
كعادته يبدع الدكتور الجزائري الشاذلي سعدودي في مداخلته العلمية التي قدمها في المؤتمر العربي الرقمي "دور العلماء ورجال الدين في مواجهة صفقة القرن والضم والتطبيع”، الذي نظمه معهد فلسطين لأبحاث الأمن القومي بالشراكة مع وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، ودار الإفتاء الفلسطينية، يوم الخميس الموافق العاشر من أيلول / سبتمبر 2020، وقد كانت مداخلة الدكتور الشاذلي سعدودي جد رائعة بحماسه الكبير وقوته المعهودة فما بالك والحديث عن أقدس مقدساتنا وهي القضية الفلسطينية حيث جاءت مداخلته في الجلسة الافتتاحية الأولى التي أدارها الأستاذ جمال العبادي من معهد فلسطين لأبحاث الأمن القومي وكانت مداخلة ممثل الجزائر في المؤتمر بعنوان: القدس روح الرسالة العالمية برؤية جزائرية ليسلط الضوء على مدى تغلغل القضية الفلسطينية في وجدان الجزائر شعبا وحكومة.
ليتطرق بحديثه عن الدور الكبير الذي لعبه علماء الجزائر منذ القدم في الدفاع عن أرض فلسطين المقدسة والتصدي للمشاريع الهادفة لزعزعة روح القضية الفلسطينية في قلب الشعوب العربية عارضا أمثلة كثيرة لعل أبرزهم العلامة الصوفي سيدي بومدين الغوث قائلا في الوقت التي كانت القدس ترزح تحت الاحتلال الصليبي كان أبو مدين الغوث يبث في محبيه وتلاميذ المغاربة روح الجهاد في سبيل الله وتحرير بيت المقدس مؤكدا على مصطلح الجهاد ومدى أهميته في بث روح الحمية الدينية تجاه قضية فلسطين وتذكر الأحداث التاريخية أن أبو الغوث بعد عودته مع الوفد المغاربي من أداء فريضة الحج انخرط هو وجميع من معه في جيش صلاح الدين وشاركوا في معركة حطين الشهيرة ( 25 ربيع الثاني 583ه / 04 يوليو 1187م )، والتي يروى أنّه فقد ذراعه في تلك المعركة الشهيرة.
كما عرج ممثل الجزائر على دور رائد الإصلاح في الجزائر العلامة عبد الحميد ابن باديس ودوره الكبير في غرس روح القضية الفلسطينية في الشباب الجزائري وذلك في عز الاستعمار الفرنسي للجزائر حيث لم ينسى الشيخ القضية الفلسطينية وهو القائل :» إنّ القدس أخت مكة والمدينة، من خانها خانهما ولا عذر له مطلقا … » ليعلق الدكتور الشاذلي سعدودي على ذلك بقوله: "لم يكن رائد النهضة الإصلاحية في الجزائر يفرق بين مكة والمدينة المنورة والقدس وسنواصل نحن أحفاد عبد الحميد ابن باديس نفس الدرب وسنبقى نؤكد دوما أن كره الجرثومة الصهيونية عقيدة عندنا بالجزائر وكل جزائري كان ولازال يربي أبناءه على هذه العقيدة التي لن يزحزها شيئا لا تنمية اقتصادية أو اجتماعية… ولا أي إغراء أو حصار يمكن أن تتعرض له الجزائر للاعتراف بهذه الجرثومة الخبيثة”
كما لم يخفى ممثل الجزائر امتعاضه من التطورات العربية الأخيرة مع الجرثومة الصهيونية من مد جسور التعاون الاقتصادي وإعلان السلام المزيف ليصرح قائلا: "إن المساس بقضية فلسطين هو مساس بمقدساتنا والتطبيع مع الجرثومة الصهيونية وصمة عار ستبقى على جبين كل من دعا لذلك ونحن براء كليا من كل من سولت له نفسه التطبيع بأي شكل من الأشكال مع هذه الجرثومة الخبيثة”
وقد أعلن الدكتور الجزائري الشاذلي سعدودي فخره بموقف الحكومة الجزائرية المشرف عندما أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون المواصلة على درب الأجداد بالتأييد التام والمطلق للقضية الفلسطينية ورفض التطبيع بمختلف أشكاله وصيغه وقد أوصى الدكتور الشاذلي سعدودي في هذا المؤتمر ضرورة العمل على إحياء فتاوى علماء المسلمين من الأزهر الشريف والزيتونة ومن كل المجامع العلمية الإسلامية التي تحرم التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي وتمنع التعامل معه وإعادة طبعها وتوزيعها وبثها من جديد حتى يكون الجيل الجديد على وعي كامل بهذا الأمر خاصة وأن تكالب بعض الجهات على الشعب الفلسطيني زاد بشكل رهيب في الآونة الأخيرة وستبقى الجزائر حكومة وشعبا مع فلسطين إلى الأبد وما ترديد المشجعين الجزائريين في كأس العالم بالبرازيل 2014 فلسطين الشهداء إلا أصدق تعبير عن ذلك .
كما صرح الدكتور الشاذلي سعددي في نهاية مداخلته العلمية بأنه مستعدا لقبول دعوة أي مؤسسة أو هيئة تود منه تقديم دروس حول القضية الفلسطينية وتطوراتها الأخيرة في الوطن العربي وما يثار حول الموضوع خاصة بعد صفقة القرن المزعومة وقد وعد البروفيسور الجمهور الذي حضر المؤتمر من الطلبة المتعطشين لمعرفة خبايا عالم اللعبة السياسية وما يحاك حول قضيتنا الأبدية قضية فلسطين أنه سيقدم المزيد من المحاضرات حول القضية التي وصفها بالمقدسة وذلك في قادم الأيام شاكرا إياهم على حسن تفاعلهم مع المحاضرة.