دعا الامير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد ان يكون الاردن المركز الاقليمي لمكافحة الوباء، جاء ذلك في كلمة سموه في افتتاح الدوره الثالثة للمؤتمر العالمي للصناعة والتصنيع، والتي جاءت عبر تقنية الكونفرس كول، حيث قدم سمو الامير رؤية الاردن تجاه انشاء هذا المركز وقيامه كما قدر سمو الامير بان الاستثمارات التي يحتاجها الاردن لاطلاق البرنامج الاقليمي لمكافحة الوباء من الاردن بحوالي 1.8 مليار دولار.
علي ان يتم تخصيصها في مجالات الصناعات التكنولوجية والمجالات الصحية وصناعة الادوية، وهي العوامل الرئيسية القادرة على تاسيس مركز اقليمي لمكافحة الوباء، لا سيما وأن الاردن يمتلك البيئة المناسبة التي تؤهله لتجسيد هذا البرنامج بطريقة تستجيب للظرف الوبائي وتحدياته، بعد النجاحات التي قدمها الاردن في مساقات العمل الوقائي والاحترازي، فان الاردن يمتلك الرؤية والرسالة والتموذج لتقديم الاضافة الاقليمية تجاه المنطقة والانسانية جمعاء.
فان مناخات الانغلاق والانعزال التي فرضتها اجواء كوفيد19 , لا تعني ابدا ان يعمل العالم بطريقة احادية، وليست جماعية، فان تسوية المنحنى في مكافحة الظاهرة العالمية لا تتم عبر الاجتهادات الفردية والحلول الاحادية، بل تتاتى من خلال استراتيجية يشارك فيها الجميع من اجل الانسانية، لان وجود حلقة ضعيفة في السلسلة الانسانية ستضعف من قوة مكافحته.
لذا كان العمل الجماعي الدولي والشراكة الكونية وحدها قادرة على مجابهة الظروف الاستثنائية التي تمر بها الانسانية، وهذا ما بحاجة لاعادة ضبط العولمة البناءة على قواعد تحفظ ميزان التكامل الدولي، بدلا من الوقوع في اتون القوميات الضيقة ومناخات الانقسام التي لن تحقق الامن الغذائي كما الامن الصحي في جانبه الوقائي والاستطبابي، وهذا ما يقتضي اختيار مسار التضامن العالمي بالعمل على اعادة لبناء المنازل الاقتصادية لضبط ايقاع المعادلة وميزانها بين الاكتفاء الذاتي والتكافل العالمي.
سمو الامير ولي العهد، قدم برنامج الاردن ورؤيته تجاه كيفية التعاطي مع الازمة العالمية بحلول عالمية، كما اكد ان الازمة العالمية التي تمر بها الانسانية بحاجة الى طروحات لا تقوم على التنافس والتسابق من الفوز بالجائزة بقدر ما بحاجة الى طروحات موضوعية ومسؤولة تقتضي في ايجاد مناخات من التعاون والتعاضد والتعاون المشترك من اجل الوصول الى حلول وقائية وعلاجية، اضافة الى حلول انية تتكيف فيها الحركة العالمية مع مناخات كورونا وتمضي بخطوات واضحة للعودة بالبشرية الى طبيعة مناخاتها، وهي الدعوة التي حملها الامير الحسين للعالم اجمع من خلال هذا المؤتمر الدولي الذي ينعقد في دورته الثالثة.