كثيرا ما سمعنا من يخاطب معارضا متشددا، بقوله: لو انك ولدت وعشت ومارست جزءا خفيفا من معارضتك هذه، في ظل الانظمة الثورية العربية في ليبيا او السودان او العراق او سوريا، لكنت الآن في عداد الموتى او المفقودين !!
كان رأيي دائما هو «ان الماء من شكل الإناء» ! فالنظام العربي البوليسي، يسحق المعارضة ويمشي فوقها مشي المداحل وليس «مشي العرايس غندرة».
لقد برهنت احداث التاريخ، كما ستظل تبرهن، على ان الدم يستسقي الدم. وان «مَن يعِش بالسيف، بالسيف يمُت».
وبرهنت مجددا على ان الحاكم المستبد المتوحش، يستطيع ان يفعل بالسيف ما يشاء، الا ان يجلس عليه حين تتعب يداه».
في الأردن يطلق الموالون على اتخن منتقدي النظام، وعلى اصحاب اعلى الأصوات واقسى العبارات، وصف: معارض، حاقد، موتور، يتطلع الى منصب ...
تلك اقسى واقصى ما يوصف وما يوصم به المعارضون في بلادي من اوصاف. ويحدث ان يُزجّ بعض المعارضين في السجون لأسباب مختلفة.
في الاردن لا نطلق على المعارض المتشدد لقب عميل وخائن وعدو.
في انظمة الثورات أو الانقلابات (لتحرير فلسطين طبعا) والاشتراكية والوحدة والحرية، كان اسم المعارضين: «اعداء الحزب والشعب والثورة» !!
مجرد استخدام هذا «اللقب» في وصف المعارضين يعني انهم محكوم عليهم بالتعذيب والموت.
كان المعارضون يعذبون بوحشية لا تدانى، وينتزع منهم المحققون اعترافات ملفقة على أنفسهم وعلى رفاقهم. كانوا يوقعون على اية اعترافات يريدها المحققون للخلاص من التعذيب.