الفلسطينيون يشيعون رفات شهيد اردني بعد 53 عاما على استشهاده.
في اللحظات المفصلية يتأكد الأردني أن الفلسطيني أكثر الناس شبهاً به وقرباً له، ويتضح للفلسطيني أن الأردني أكثر الناس رغبة بمقاسمته الفرح والترح.. قد يسعى المؤمنون بأوسلو ووادي عربة لجرنا كي ننبطح معهم ، لكن صورة واحدة مثل هذه تُخيب مسعاهم وتزيدنا إيماناً بأن الأرض لنا مهما استبد الألم، وأن السلام يليق بأهلها فقط، لا بأولئك اللمم !
قد يدب فينا التعصب حين نتذكر الأصول والمنابت، لكننا في لحظات الجد والحقيقة نحمل عمان لتطبع قبلة بحجم العالم على خد القدس ونأتي بالقدس لترمي رأسها وكل همومها على صدر عمان، ويصير الواحد منا (ربداوي) من الخليل و (زرقاوي) من الرملة، ويصير الواحد منهم من مواليد "اللد" لكنه "كركي" قبل الولادة، أو أن نابلس مسقط رأسه لكن مضارب بني حسن مسقط قلبه !
نحن نتنفس فلسطين، نعشقها بلا منة، ونؤدي فروض محبتها على الوقت كأنها صلاتنا السادسة، وأقسم لو بُعث هذا الشهيد من جديد لما اختار غير هذه النهاية، فالنهاية هناك أسمى وأطول عمراً من البداية في أي مكان آخر !