مازال الحراك الانتخابي يتحرك بطريقة متصاعدة رغم مناخات كورونا المتصاعدة، ومازالت حركة المرشحين مستمرة دون انقطاع على الرغم من المخاوف الوبائية، التي تعتري هاجس اللقاءات والحوارات المجتمعية، لكن غبرة المشهد التي نريدها ونتطلع اليها من السباق الانتخابي لم يظهر عجيجها بعد الى المستويات التي نريدها، مع ان القوائم الانتخابية شارفت على انهاء ركاب المصفوفة الانتخابية.
فيما يجتهد القائمون على هذه المصفوفة الانتخابية في البحث عن مرافقين داعمين وليس عن مرافقين منافسين وذلك لاعتبارات ضمنية لها علاقة بطبيعة افرازات القائمة الانتخابية والتي لن تستطيع ان تحصد كما هو متوقع اكثر من مقعد اضافة الى الكوتا المرافقة، وذلك لطبيعة النظام الانتخابي المستخدم في المشهد العام.
واذا قدر لهذه الانتخابات الاستمرارية ليوم الاقتراع من دون تدخل من اجواء كورونا العاتية، فإن الدولة تكون قد نجحت في تحد اخر يتمثل في اخراج المجتمع الاردني من اجواء مخاوف وركود كورونا، الى بيئة متحركة متفاعلة وايجابية مع المشهد العام، وهذا سيشكل نجاحا كبيرا للمشهد الانتخابي كما يطال طبيعة حركة المجتمع، ليعود المجتمع الاردني من بعد الانتخابات متعافيا من اعراض كورونا الاجتماعية بانطلاقة جديدة.
اذن الدولة الاردنية امام تحد آخر يتعلق بطبيعة تكيف المجتمع الاردني مع اجواء كورونا الاحترازية، وامكانية تعايش المجتمع الاردني مع هذه الاجواء، والعمل على الالتزام بضوابطها الصحية ومستلزماتها الوقائية، وهذا ما بحاجة الى تكثيف النشرات التوعوية والزام المرشحين بوضع اشارات تحذيرية على كل الدعايات الانتخابية، اضافة الى وجود مراقبة وقائية دائمة في اماكن التجمعات والمقرات الانتخابية على ان ياتي ذلك ضمن الضوابط التالية :
اولا، قيام الهيئة المستقلة للانتخابات بتصميم لوغو وشعار لهذه الغاية يكون منسجما مع طبيعة المشهد العام واجوائه الاحترازية.
ثانيا، تقوم الهيئة المستقلة للانتخابات بتعميم ذلك على كل الحملات الانتخابية باعتباره ملصقا اجباريا.
ثالثا، الزام اماكن التجمعات بتقديم المستلزمات الصحية الاحترازية اللازمة في اماكن التجمعات.
رابعا، ايجاد منظومة عمل اجرائية للمستلزمات اللوجستية على ان تكون خاصة للتعاطي مع هذه الظروف الاستثنائية على ان لا تقتصر على يوم الاقتراع بل تكون طيلة الفترة الانتخابية.
خامسا، ايجاد نظام ضوابط يقوم على تنظيم اللقاءات والتجمعات بالعدد بطبيعة ترتيب القاعات وكل من الاجراءات اللازمة لغاية السلامة العامة.
فلقد اعتادت الدولة الاردنية على الانتصار في كل تحد خاضته بكل اقتدار، وعلى النجاح من كل امتحان بامتياز مهما كانت صعوبته او حملت ظروفه من تعقيدات، وعلى الرغم من صعوبة المشهد الانتخابي الذي يعقد بظروف استثنائية صعبة، لكننا على ثقة من قدرة الدولة الاردنية على انجاح المشهد الانتخابي وعلى ايجاد انطلاقة جديدة تطال حركة المجتمع وحركة الاقتصاد معا.