في مدينة السلط أنت في متحف كبير مفتوح .منذ أن تجد نفسك في قلب المدينة النابض بالحياة ، ومن حولك عبق الماضي المتمثل في الطرز المعمارية القديمة ، وسوقها التجاري في شارع الحمام ، ومسجد السلط القديم في منتصفه . هذا يذكرني بنابلس ، وذاك يذكرني ببعض اسواق القاهرة ، وقد تشم رائحة القدس حينا آخر. وامام مدرسة السلط الثانوية عليك أن تنحني تقديرا لدورها العظيم في نهضة هذا الوطن . فمن هنا تخرج المفكر ، والمعلم ، والسياسي ، والعالم ، والضابط ..فهي اول مدرسة ثانوية في الاردن عام ١٩٢٢م.
للسلط سحر فريد ، فهي تأخذك صعودا على سفوح جبالها ، وعلى قممها ، فتظن نفسك وانت في شارع الستين ، فوق جسرها هناك ، وكانك تطل من طائرة مروحية على افق ممتد، يعبر بك الغور ونهر الاردن الى مرتفعات القدس ونابلس . الله ! اطلالة فريدة حقا. اما المفاجأة الكبرى فهي مقامات الانبياء فيها ، بدءا من النبي يوشع في اعالي السلط ، وانتهاء بالنبي شعيب في وادي شعيب المتصل بوادي السلط ، العامر بالينابيع ، والبساتين ، والخضرة المدهشة. ومرورا بمقام النبي أيوب ، ومقام النبي جادور ، والنبي حزير.
ولصاحب الفضل في هذه الزيارة الزميل العزيز الاستاذ علاء عربيات ، ابن السلط العاشق لها ، كل الشكر والتقدير والمحبة.
فقد كان مضيفي في هذا اليوم ، وكان دليلي ، ورفيق دربي.