سقطت الأفكار و ماتت العبارات لم تعد الكلمات تجدي نفعاً ، تلك الصدمات قد شلت عقلي و أودت به الى الهاوية ؛ لم تعد لدي القدره على تحمل كل ما اصبتُ بهِ وما أراه بين ليلة و ضُحاها فصدمة تلو الاخرى تهافتت علي و تعددت اسبابها و الموت واحد .
بين طُلوعِ فجرٍ و غروب شمسٍ خَسرتُ مأمني و أماني اصبحت جسدا بلا روح و قلبٌ بلا نبض ، سرقوا مني وطني بعدما شلعوا قلبي من جسدي و اصبحت احلامي تحت الانقاض مع ذكرياتي و كل ما تبقى عالقاً في الذاكرة نساءٌ اغتصبت ،صرخات امهاتٍ فقدوا ابنائهم ، اطفالٌ يتّيموا و دموع رجالٍ سقطت على التراب مما جعل وطني يتحول الى ساحة دماء نُزفت من عيونٍ بريئة سبحان من خلقها و ابدع .
كفاكم عبثاً بوطني ، لو كنتم تعلمون ما هو الوطن لما استطاع احدٌ المساس به؛
الوطن هو السند لمن لا ظهر له ، هو البطن الثاني الذي يحملنا بعد رحم امهاتنا، هو الحائط الذي نخربش عليه بعبارات بريئة لمن نحب و نعشق ، الوطن هو الحب الوحيد الخالي من الشوائب ، حب مزروع في قلوبنا و لم يصنع، حبٌ بدون شكل حبٌ على السجيةِ السليمه، الوطن باقٍ و نحن الزائلون .. هو الاتجاهات الاربعة لكل من يطلب إتجاهاً، الوطن قلبٌ ونبضٌ و شريان ، دقات قلوب ملايين الشهداء قُدمت لتكون نشيد يعلوا في سماءه.
في الامس حلمنا بربيع مزهر يفوح عطره على ابنائنا و اليوم وجدنا ان الربيع زهّر و فاح بعطره حتى وصل الى سماء ربه ليستنجد برحمته ، ماذا وزعنا لنحصد هذا الدمار، صنعوا منا الربيع الاحمر و دماؤنا على اراضي بلادنا، لكن من خلفه سوف تشع شمسُ الصيفِ المضاءة وما بعد صيفنا خريفٌ يشعر بغيمة الشتاء الباردة حتى تمطر و تغتسل الأرض الحمراء من دماء شهداءنا و اطفالنا ولا تعود بلادي الا بصرخة من الانسانية لنكون معاً يدا واحدة لنبني اماننا وحياتنا من جديد و نقف بوجه اعداءنا.
من هذهِ اللحظه أعلن أنني إنسانة بريئةٌ من كل هذه الجرائم الوحشية مهما كان سببها او بأي اسم كانت.
أعلن انني عربيةٌ و بلاد العرب اوطاني و كل ألم في بلاد العرب الاآمي،
ف انا فلسطينيةٌ حتى تتحرر فلسطين من يافا الى الخليل ومن عكا إلى القدس ومن طبريا إلى حيفا حتى تتحرر الأراضي بكل قداستها.
وأنا لبنانية حتى تشفى بيروت و يعلوا أرزها و سوريةٌ حتى تنام دمشق مرتاحة و يزهر ياسمينُ شامها و يمنية حتى يعود اليمن سعيدا و عراقية حتى يعود العراق شامخا بدجلاه و فراته ونخلهِ و ليبيةٌ حتى تزهر شواطئ ليبيا بلونها الذهبي ومياهها الصافية.
أنا أنسانةٌ حتى تعود الحياة حتى يعم الحب حتى يعم السلام.