نيروز الإخبارية : بقلم مقدم متقاعد احمد السلايطه _نيروز الإخبارية
إن من اسوء الظواهر المنكرة والعادات القبيحة التي فشت في أفراحنا استخدام الأسلحة النارية وإطلاق الرصاص الحي، يزعم أصحابها أنهم بنجاحهم يفرحون، وبأعراسهم يعلنون، غير مبالين بالضرر الذي يلحق بالآخرين، وأقله إرعابُ الآمنين في بيوتهم وتخويفهم.
ويا سبحان الله!! أي رابط هذا بين الفرح والسرور وإطلاق الرصاص الذي قد يأتي بالضرر والشرور على الآخرين .
لا أعلم متى كان السلاح مظهراً من مظاهر الفرح؟
السلاح حقيقة صنع لأستخدامه في القتال وإرهاب العدو ولهذا ليس له أي علاقة بالأفراح والمسرات، قال تعالى: ﴿ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ [الحديد: 25].
لقد كانت ظاهرة إطلاق الرصاص في الأعراس منتشرة في البوادي والأرياف البعيدة عن المدن، ولكن هذه الظاهرة فشت وانتشرت في المدن أيضا بأشد مما هي عليه في الأرياف، وأصبح أصحابها يتفاخرون بالسلاح وأنواعه، وكثرةِ ما يطلقون من الرصاص لا همهم جار ولا مريض ولاطفل ولا اين سوف تسقط الرصاصه.
إن إطلاق الرصاص في مناسبات النجاح والاعراس داعيه الفخرُ لا الفرح، كلٌ يريد أن يكون أفضل من الثاني بكثرة ما يطلق من الرصاص في زواجه، ولسان حاله: "فلانٌ ليس أفضل مني"، فأين هؤلاء من قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم-:" إنَّ الله أوْحَى إِلَيَّ أنْ تَوَاضَعُوا حَتَّى لاَ يَفْخَرَ أحَدٌ عَلَى أحَدٍ، وَلاَ يَبْغِي أحَدٌ عَلَى أحَدٍ". [رواه مسلم]
إن الناس في العالم المتحضر تتفاخر بالعلم والصناعة والنظام واحترام القانون، ونحن نتفاخر بالرصاص من يطلق أكثر وأي نوع من الأسلحة تستخدم!!
وهذه دعوة من قبل كل مواطن أردني غيور على وطنه إلى من يهمه الأمر بأن يتم تغليظ العقوبات وايقاع أشد العقوبه على كل من تسول له نفسه بأرهاب الناس وعدم المبالاة في حقوق الجار وكبير السن والطفل.
حفظ الله الأردن وحفظ الله جلالة الملك وقواتنا المسلحة الباسلة والاجهزة الأمنية العين الساهرة.