في المسرحية هناك دور لكل ممثل فيها، منها تنقسم الادوار منها الصعب و منها السهل و في نهايتها تنتهي جميعها .
و اليوم انا في مسرحية الحياه اعتقد اني خسرت دوري فيها و استنفذت آخر أنفاسي، كان دوري في المسرحية هو تمثيل السعاده رغم كل حزن تشعر به لاعتقادي و اعتقاد الكاتب ان لا احد له الحق في ان يراك حزين حتى وان كنت في عز انكساراتك وأصعبها.
لقد لعبت دوري على اتم وجه حتى اعتقد الجميع انني بخير إلا أن اتى الوقت الذي خرجت فيه آخر أنفاس السعاده و سقطتُ ارضا في منتصف المسرحية .
كنت اجلس وحدي في وسط المسرح احاول التقاط انفاسي قبل انقطاعها الآخير، لم أكن اعلم ان سؤالاً واحداً كافٍ لإحداث كل تلك الفوضى و انهاء دوري؛ " ما بك " كان هذا السؤال البسيط الذي أودى بالدمع من مقلتي، لم استطع أن اتماسك نفسي حينها ، و فجأة و بدون سابق انذار وجدت نفسي بحاجة الى عناق طويل بدون كلام عناق يتحدث بلغة الصمت.
لا اعلم إن كان دوري صعب الى تلك الدرجة ام ان داخلي اصبح هشا و تمزق من شده احزاني و انكساراتي ام انني انا التي كسرتُ أرجلي و مت .
و الغريب في هذا كله ان لا احد شعر بشيء و لم يأتي احد لاسعافي حتى انهم لم يقوموا بدفني الى الآن، ربما لانه تمزق داخلي و انتهى ولكن الجسد ما زال سليما.
في هذه المسرحية يوجد مئة مليون ممن ماتوا غيري ولكن ما معنى مئة مليون ميت في واقع بالكاد يعرفون فيه معنى " لقد مات" ذهب ولم يعد موجودا ، و بما ان الانسان ليس له وزن الا عندما يرى ميت فأن مئة مليون جثة الموجودة في الحياه ليست سوى دخان للمسرحية .
ماذا احتاج !! .. لا اعلم، ربما احتاج الى قبلة الحياه او الى عناق طويل صامت اوو ...؛ اعتقد اني بحاجة الى جرعة امل كي استعيد دوري في مسرحية الحياة لان الميت لا يعتبر ميت الا عندما يرى الجسد باردا بلا حراك و نبضة قلب عندها يدفن، ولكنني سوف انهض في كل مرة يتم الاعتقاد بأني ذهبت سوف أنهض لأن الجثث الهامده هي من تبقى على الأرض.